قد تكون بهذا الصيف أطول إجازة مدرسية خلال أكثر من عقدين من الزمان، فهي قاربت 4 شهور من السنة، ووزارة التعليم هي المسؤولة عن رزنامة جدولة الدارسة للمراحل الثلاث وحتى الجامعات، الملاحظ هذه الإجازة حالة الملل من الإجازة المدرسية لطول فترتها، وظهرت تعليقات وردود فعل كثيرة حول ذلك، وكثير ذهب إجازة وعاد ولازال للإجازة بقية، محور ما أود الوصول له هنا "كيف استثمرنا" طول هذه الإجازة سواء للطلاب والطالبات أو المعلمين والمعلمات؟؟ وهي حق مشروع الإجازة لا شك، حتى أن المدارس أغلقت مع نهاية الفصل الدراسي الثاني، والمدارس معظمها أن لم يكن جميعها لا يستفاد منها بفصل الصيف، من خلال برامج صيفية رياضية أو تعليمية أو نشاطات اجتماعية في كل حي وبكل مدرسة وغيره كثير مما يمكن أن تقدمه المدرسة، فهي للأسف معطلة صيفا، ولا نقصد هنا كل مدرسة ولكن أن يتم اختيار مدرسة نموذجية بكل حي ويعاد استثمارها للطلاب والطالبات من خلال الأنشطة، وهذا للأسف مفقود فلا توجد برامج تستثمر وقت هؤلاء الطلاب، فليس الجميع يسافر طول الصيف أو غير متواجد، بل مهما سافر وذهب سيكون عائدا لمنزله خلال الصيف، فماذا قدمت لهم المدراس؟! أتمنى من وزارة التعليم أن تضع استفتاء بسيطا ببداية الفصل الدراسية الذي سيبدأ في 18 سبتمبر، ماذا فعلت في الإجازة؟ كيف استثمرتها؟ كيف قضيت وقتك؟ ومنها تستطيع أن تبني الكثير من المتغيرات للمستقبل، ونحن نتحدث عن مرحلة ابتدائية "أطفال" ومتوسطة وثانوية "مراهقين" وهي سنين مهمة ومحورية في سن كل شاب قد تحدد مستقبلة، فالتعليم لا يكفي بل يحتاج تأهيل وتدريب لمهن أو حرف أو لغات أو أنشطة، لامتصاص طاقات هؤلاء الشباب، والمدرسة هي مكان مهم وضروري يجب أن يستثمر، الإجازة المدرسة قد تسعد الكثير بطولها، ولكن الأسر تتضرر من طولها بسبب عدم وجود أدوات تستثمر بها الإجازة، لن تكره أسرة ان تجد ابنها أو أبنتها تمارس رياضة، او تتعلم شيئا إضافي كلغة او رسم او ديكور او عشرات الأنشطة , أو مشاركات اجتماعية, من خلال خبرات وقدرات تسهم بتطوير أنشطتهم ومواهبهم, بل يمكن كشف كثير من المواهب لهؤلاء الشباب، لا يجب أن يكون دور وزارة التعليم منهج كتاب من خلال مدرسة، بل إعداد جيل الشباب والشابات، لكي يكون مؤهلا للانخراط بحياة اجتماعية لها متطلبات وتحديات يواجهها في المستقبل، وهذا هو الدور الغائب للأسف، إجازة طويلة مستثمرة شيء مهم حتى للمعلم نفسه لتطوير قدراته وإمكانيته.