هرمون الأكسيتوسين قد يكون علاجاً واعداً للتوحد نجح علماء وأطباء في مراكز اختبارات جامعة سيدني بأستراليا في تجارب أثبتت أن استنشاق رذاذ هرمون الأوكسيتوسين عن طريق الأنف يحسن بشكل كبير في تحسين آلية ومدى تفاعل التواصل الاجتماعي لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ليعني ذلك أملاً جديداً في علاج هؤلاء الصغار في المستقبل. وأكد الباحثون في دراستهم التي استغرقت حوالي ثلاث سنوات تقريباً واشترك فيها مجموعة من الأطفال وعائلاتهم بأن التجارب العملية والإكلينيكية أكدت وجود تحسن ملحوظ في قابلية الاستجابة الاجتماعية عند الأطفال الذين يعانون من التوحد بعد فترة زمنية معينة من استنشاقهم لرذاذ الأوكسيتوسين المعروف باسم "هرمون الحب" لثبوت ارتفاعه لدى الأزواج المحبين. وفي تفاصيل التجارب فقد خضع 31 طفلاً من المصابين بالتوحد لتجربة العلاج باستنشاق ما مقدراه 12 مليغرام من رذاذ هرمون الأوكسيتوسين عن طريق الأنف مرتين يومياً لمدة خمسة أسابيع متواصلة وطلبوا من الأهل توثيق أي تغير إيجابي أو سلبي على آلية تفاعلهم وتواصلهم الاجتماعي خلال هذه الفترة. وكانت البيانات المقدمة من عائلات هؤلاء الصغار ممن يعانون من التوحد وكانت أعمارهم بين الثالثة والثامنة قد سجلت تحسناً بمستوى إيجابي جيد بمستوى استجابتهم الاجتماعية بشكل عام وانخفضت أعراض معاناتهم السابقة والمعروفة من داء التوحد إجمالاً ما عدا اضطراب شدة السلوك التكراري. ويقول الباحثون بأن النتائج الواعدة التي توصلوا إليها تبشر بأمل جديد للتخفيف من معاناة هؤلاء الصغار من التوحد على الرغم من أن الموضوع ما زال بحاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث الوافية للتأكد من كافة جوانبه وخصوصاً بعض الأعراض الجانبية التي ظهرت على الأطفال أثناء فترة العلاج.