تقول دراسة أمريكية أن هرمون "الأوكسيتوسين" المعروف بهرمون الحب من الممكن أن يكون استخدامه مفيداً في مساعدة مرضى التوحد على التصرف والتفاعل بشكل أفضل في المواقف الاجتماعية. وبينت الدراسة التي أجريت في جامعة "ديوك" بولاية "كارولينا الشمالية" بالولاياتالمتحدةالأمريكية أن فائدة هذا الهرمون هي مساعدة مرضى التوحد على فهم تعبيرات الوجه بشكل أكثر وضوحاً. وينشأ هرمون "الأوكسيتوسين" من حليب النساء أثناء الحمل وبعد الولادة ولهذا يسمى بهرمون الحب ومن أسمائه أيضاً "هرمون الدلال والثقة" وهو مهم لتنشيط منطقة العاطفة في الدماغ عند الأطفال خلال الرضاعة الطبيعية. وكانت دراسة يابانية سابقة أجريت في جامعة "طوكيو" قد أثبتت أن جرعات منتظمة من هذا الهرمون نافعة جداً في تقوية مهارات التواصل عند مرضى التوحد وتخفيف اضطرابات التفاعل الاجتماعي و تحسين أمزجتهم. وتجري حالياً أبحاث ودراسات مكثفة لمحاولة إيجاد طرق سريعة لتكوين واستخلاص هرمون "الأوكسيتوسين" بالإضافة إلى المزيد من التجارب والأبحاث لبيان عموم فائدته والجرعات المناسبة لأخذه لمختلف الحالات. ويعمل هذا الهرمون في الأساس في تخفيف تقلصات الرحم أثناء الولادة وتسريعها وهو مهم في علاقة الأم بوليدها لاحقاً أيضاً من خلال أهميته في تطوير العلاقة العاطفية بينهما في الرضاعة بتنشيط خلايا إفراز الحليب وغزارة تدفقه. كما أن هذا الهرمون يفرز في حالات الحب والثقة والهدوء فقد بينت التجارب بأن ارتفاع نسبته في الدم لدى بعض الناس يزيد من قدرتهم على الثقة بالآخرين كما أنه يزيد من فرص الحوار والتفاهم بين الزوجين. ومن هذه الفوائد استمدت هذه الدراسة احتمالية نفعه لعلاج بعض حالات التوحد وهو ما أثبتته بعض التجارب النافعة في هذا المجال والذي ما زال يخضع للتعمق في الأبحاث و الدراسات لإثبات فائدته بشكل تام.