سجلت المشاركة السعودية في أولمبياد "ريو 2016 م" فشلاً ذريعاً بخروج جميع اللاعبين ال11 "سبعة رياضيين، وأربع رياضيّات" شاركوا في المبارزة والجودو ورفع الأثقال والرماية وألعاب القوى، بعدما كانت البعثة السعودية تمني النفس بحصد ميدالية أو اثنتين على الأقل، إلا أن الواقع يفوق الطموحات كثيراً على الرغم من تأكيدات أعضاء اللجنة الأولمبية بقدرة المشاركين على تسجيل إنجاز مشرف للرياضة السعودية، وما زاد الطين بلة أن أغلب المشاركين جاؤا في مراكز متأخرة ومتأخرة جداً. ولعل ما يحز في النفس أنه عندما تشاهد الصرف المالي على هذه المشاركة والهالة الإعلامية التي أحاطت بها، وبين المشاركات الخليجية والعربية الأخرى التي حققت إنجازات لبلادها، تدرك يقيناً أن العبرة بالكيف وليست بالكم. وعندما ننظر للمشاركة الكويتية بواسطة الراميين فهيد الديحاني وعبدالله الطرقي اللذان حققا الميدالية الذهبية والبرونزية في الرماية على الرغم من ضعف الاستعداد والإمكانات وإيقاف الرياضة الكويتية من قبل اللجنة الأولمبية، وسفرهما على حسابهما الخاص، وتحقيق ما عجزت عنه بعثتنا كاملة بلاعبيها ومسؤوليها تتزايد لديك علامات الاستفهام وهل العلة في الفكر أم في المال وغياب الكوادر والنجوم أم في الجميع. الآن طويت صفحة "ريو 2016"، كما طويت غيرها من الصفحات وربما نصحوا على وعود جديدة وأحلام جديدة في أولمبياد "طوكيو 2020". والأهم قبل التفكير بالمشاركات المقبلة هو الاهتمام بالرياضات المختلفة وعدم حصرها في كرة القدم فقط، واكتشاف المواهب في بقية الألعاب ورعايتها وتنميتها وتأسيس الأكاديميات الرياضية التي تهتم بها مع تدعيمها بالمدربين والمختصين ذوي الخبرة والكفاءة ليكون الحضور متوافقا مع برنامج التحول الوطني 2020 على أمل تحقيق إنجازاً غاب عن الرياضة السعودية طويلاً . ويجب أن يعي المسؤولون عن الرياضة الخضراء حديث العداء المخضرم مخلد العتيبي صاحب النجاحات المميزة في مسيرته طوال 20 عاماً، حينما وجّه رسالة قال فيها:" الألعاب الأولمبية مشروع دولة، ويحتاج لخطط وبرامج طويلة، حتى نتمكن من الحصول على الميداليات"، وكم نحن بحاجة إلى إنجاح هذا المشروع ومعانقة الفرح في المحافل الدولية.