د.منصور سليمان المالك* الحمد لله على قضائه وقدره فلقد تركت دنياها الى جنتها إن شاء الله خالتي الغالية نورة سالم الجعيب. ذلك الملاك الطاهر تركت دنياها الفانية الى جنتها الخالدة بإذن الله، لا اشك في ذلك ولا يراود الشك كل من عرفها، اما من لم يعرفها فلقد كانت من شريحة تتميز كثيرًا عن باقي البشر، كانت روحها ملائكية تسمو عن كثير من البشر، أي سمو، أي أخلاق، أي تعامل، أي طيبة، أي رحمة، أي حنان، أي عطف، وأي وأي....؟ وأي قلب أطهر وأنقى من قلبها؟ أسأل الله أن تكون من القلوب التي يغسلها ويضع عنها وزرها، ذلك الملاك الذي يمشي في الأرض وحب يشمل الجميع وصفاء سريرة وجمال فطرة مظهراً وجوهراً. كانت رحمها الله مدرسة تعلمنا منها كل النبل، كل الأخلاق الحميدة، العطف والحنان، التواضع، كل يوم في حياتها كان لنا منه اضافة في تعاملنا وسلوكنا. قد تعجبون كيف لتلك المرأة البسيطة في تعليمها، الكبيرة في سلوكها وأخلاقها كل هذا التأثير بنا ابنائها وبناتها، الكبيرين بشهاداتنا الصغيرين أمام انسانيتها. كيف تستطيع أم بمثلها أن تكون ملهمًا ونبراسًا لكل جميل وكيف تستطيع اي أم مثلها تمامًا أن تتبرأ من كل مايسوء وتسمو لكل ماهو نبيل، اي قدوة وأي مثال يحتذى رحمك الله. أقولها مطمئنًا بأن فترة مرضها ستكون بمشيئة الله تحميص سيئات لها ورفعة في الدرجات. وكما صح في الحديث ان العلم لا ينزع من صدور الناس ولكن يرفع بموتهم كذلك الخلق والتعامل الحسن لا ينزع ولكن بموت القدوة الحسنة يفتقد ذلك الخلق الرفيع بين الناس. خلال فترة مرضها، كان الجميع يجتهد في الدعاء بأن يلطف الله بها، يخفف عنها، وكانت نفسي تحدثنى أن مثلها بما قدمت هي تحت رحمة وعناية الله، فالله يتولى عباده الصالحين. اللهم لا اعتراض على قضائك والموت حق على الجميع ولكننا سنفتقد بفقدها الكثير، تلك البشاشة والابتسامة وذلك الجمع الاسبوعي الحنون. من لنا بعدك؟ من يجمعنا، من يغرس فينا كل الطيبة، من يتفقدنا، من يذكرنا بما يجب علينا تجاه الآخرين، من يعلمنا ان نصفح ونسامح، من يلهمنا بأن نترك أعمالنا لنتواصل ونتزاور؟ الكلمات والأسطر لا تفي بحقك ولكن عزاءنا بوالدنا نصفك الآخر بالطيبة والأخلاق وبأخواني وأخواتي ابنائك بأن نظل متماسكين ولما تعلمنا منك مطبقين، وأنتِ الى رب رحيم. *استشاري طب الأسنان بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية - الحرس الوطني