في ندوة سوق عكاظ الثالثة استرجع المشاركون حياة وشاعرية عروة بن الورد في نقاش تعددت فيه المحاور حول الحياة التي عاشها الشاعر عروة بن الورد بين مجتمع الصعاليك والقبيلة وتأثير ذلك على شعره. أ. د. عبدالله بن إبراهيم الزهراني قدم ورقته التي قال فيها: إنّ عروة الصعاليك كان له نتاج شعري وإن لم يصل كله إلا أن ما جمع منه يعطينا تصورا جيدا عن ذات الشاعر، وبالنظر للنص الماثل فإنه يدور حول مجموعة بؤر نصية تحمل رؤية متكررة أحيانا وهي الرؤية للقبيلة والرؤية تجاه الأم والأب ويتبعها الموقف تجاه العائلة وهي الزوجة والأخت، وتتراوح النصوص الشعرية لديه في تمثل تلك الظواهر بين بيتين إلى أطول قصيدة في الديوان تحتوي على سبعة وعشرين بيتا. وأوضح أنّ نصوص عروة بن الورد رغم وضوحها، إلاّ أنها تحمل في طياتها عوالم متداخلة، ربما كانت تعبيرا عن لحظة التوقف عن النهب والسلب، معرجاً إلى الرؤية للقبيلة في شعر عروة، وقال إنّ القبيلة هي العنصر الموحد يرد ما وردته وينفر عن ما تنفر عنه ومن هنا كان منطق الشاعر عندما قال: وهل أنا إلاّ من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد كما تحدث أ. د. محمد عطا الله تحدث عن حياة عروة بن الورد وقال إن عروة يختلف عن بقية الصعاليك كون القبيلة لم تطرده وكان نزيها كريما يهمه الحياة الجميلة للقبيلة، وكان يغفر الزلات حتى لا ينفض من حوله الجماهير، ويتضح ذلك في تعامله مع الصعاليك ويحق لنا القول أنّ عروة بن الورد كان فارسا يؤدي دوره مع قبيلته ونزيها بدرجة الخمول، ويتصف شعره بثنائية الزمان والمكان ومن ذلك حديثه عن الليل ستار الصعاليك ولحافهم ومثال ذلك قوله: يريح علي الليل أطيف ماجد كريم ومالي سارحا مقتر وقدم أ. د. صلاح الدوش ورقته التي تحدث فيها عن أنماط الصورة عند عروة بن الورد، وقال الصورة السمعية في شعر عروة تنهض على الإيقاع والإيقاع يتركز على الصوت ويميل الى تمثيل المعاني بالأوزان لتتوافق مع الأغراض التي يطرقها ومن ذلك قوله: لعلك يوما أن تسري ندامة علي بما جشمتني يوم غضورا ويقول أيضا في السياق نفسه: أقسم جسمي في جسوم كثيرة وأحسو قراح الماء والماء بارد ثم تحدث عن زاوية التكرار وزاوية التوظيف وقال إنه وظف في شعره صوتا واحدا في اللفظة، ويتيح تشكل الصورة فالجو الذي يريده ومثال ذلك قوله: أقب ومخماص الشتاء مرزأ إذا اغبر أولاد الأذلة أسفرا فيما قال د. أيمن ميدان قال من خلال ورقته إن عروة بن الورد لم يكن وقفا على الشعر فقط بل تجاوزه الى السرد أي الى القصة ورغم ذلك لم يأخذ الجانب السردي حقه من الدراسة الموسعة كونه يمثل جانبا وتميزا لعروة. ولم يسجل عروة حضورا في قصائد المرأة العربية أو في الناحية السردية.