حذرت الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية من استغلال تنظيم «داعش» الإرهابي الألعاب الرقمية لتجنيد الشباب وصغار السن. وصادرت وزارة التجارة حلويات للأطفال تباع في الأسواق السعودية، بمسمى «عيون الإرهاب». («الرياض» 12-3-2015). ولم يخطر يوما ما أن الألعاب الإلكترونية تشكل عنفاً بين الصغار وتستهدفهم، بل ويقعون ضحايا الجماعات المتطرفة. وتغرس في نفوسهم العنف والعدوانية والكراهية للآخر! كل ذلك، يأتي بسبب الغياب التام للرقابة العامة على المتاجر التي تسوق لهذه المنتجات، ناهيك عن التطبيقات في الهواتف الذكية. وكذلك الأسرة التي تعيش في غياهب الجب، عن أبنائها وهم يلهون في الألعاب الإلكترونية، وتوفر لهم ما يطلبونه من دون معرفة ما هية هذه الألعاب التي بين أيديهم، ويقضون ساعات طوال في اللعب! السؤال: كيف يمكن جذب الأطفال إلى الألعاب الرقمية المشوقة البعيدة عن تربية العنف؟! إن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر، في حين أن البحوث التربوية تعتبر أن اللعب وسيطاً تربوياً يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة؛ وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى ما أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها تؤدي دوراً فعالاً في تنظيم التعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة أن للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغلالها وتنظيمها. وتلعب التقنيات التربوية الحديثة المتمثلة في الألعاب الرقمية دوراً بارزاً في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وهي من أهم أهداف العملية التعليمية من خلال الألعاب الرقمية حيث تعد أداة أساسية ورئيسة في عملية التشويق وجذب انتباه الطلبة وتدفعهم إلى المعرفة وتحقيق الأهداف التدريسية. وأدت التطورات الحديثة الهائلة في مختلف مجالات الحياة إلى تطوير وتحديث التعليم ليواكب التطور التقني في هذا العصر الذي يموج بمتغيرات كثيرة كان لها أثر في تطوير طرق التدريس ومناهج التعليم بما يواكب الثورة المعلوماتية الحديثة وظهور مفاهيم حديثة تعزز دور الألعاب الرقمية في التحصيل الدراسي في ظروف الارتقاء بالعملية التعليمية المعاصرة ومتطلباتها وأهدافها. ويقع الدور الأهم على وزارة التعليم، في تبني بعض من الألعاب الرقمية التعليمية الجيدة وتضمينها في المناهج الدراسية، وعمل مسابقات ذات صلة بهذه الألعاب داخل وخارج المدرسة. بالإضافة إلى إجراء دراسات عن سبل تطوير العملية التعليمية والبحوث العلمية والتكنولوجية عن تعزيز دور الألعاب الرقمية في التحصيل الدراسي وتنمية التفكير الابتكاري للتلاميذ. لكن الأمر في الوقت ذاته، يتطلب وجود مدرسين ومشرفين متخصصين في هذا المجال لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه الألعاب حتى لا تؤتي بآثار سلبية على مستخدميها. * إعلامي