تعهدت تركيا لدى استقبال وزير الخارجية الايراني الجمعة، التعاون مع إيران لإيجاد حل للنزاع في سورية، رغم الاختلافات الجوهرية في مواقف البلدين اللذين يدعمان فريقين متعارضين. وقد التقى محمد جواد ظريف نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو، قبل أن يلتقي الرئيس رجب طيب اردوغان، وهذه اول زيارة لمسؤول رفيع المستوى من المنطقة منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو الماضي. وتأتي زيارة ظريف بعد ايام على زيارة اردوغان الى روسيا، والذي اعاد مع الرئيس الروسي فلاديمير وضع العلاقات التركية-الروسية في مسارها، بعد خلاف استمر حوالى تسعة اشهر، ونجمت عن تلك الزيارة تكهنات حول تقارب في شأن النزاع السوري. لكن تشاوش اوغلو قال بعد اللقاء ان تركيا "ستتعاون تعاونا وثيقا حول هذه المسائل" (سورية). واضاف "ثمة مسائل اتفقنا عليها وخصوصا حول وحدة الاراضي" السورية. واكد تشاوش "حول بعض المسائل، تتباين اراؤنا، لكننا لم نوقف الحوار ابدا. ومنذ البداية، شددنا على اهمية الدور البناء الذي تضطلع به ايران من اجل التوصل الى حل دائم في سورية". وصرح وزير الخارجية الايراني من جهته ان طهرانوانقرة "تريدان حماية وحدة اراضي سورية"، وان "على الشعب السوري ان يقرر مستقبله بنفسه". ورغم التوترات حول سورية، كانت ايران، على غرار روسيا، من اوائل البلدان التي قدمت دعما صريحا للرئيس اردوغان ليلة محاولة الانقلاب، وزيارة ظريف ثمنتها تركيا التي انتقدت حلفاءها الغربيين الذين لم يبدوا كثيرا من التضامن معها، واعلن تشاوش اوغلو، ان ظريف كان وزير الخارجية الذي تحادث معه ليل 15-16 يوليو "اربع او خمس مرات" وحاولت انقرة في الاشهر الاخيرة الحفاظ على توازن صعب في علاقاتها مع طهران، على رغم التباينات حول سورية. وقال وزير الخارجية الإيراني خلال مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في انقرة ان هناك نقاط اتفاق واختلاف لكن يمكن تقريب وجهات النظر بين الجانبين. واضاف: "متفقون على وحدة الاراضي السورية ومكافحة الارهاب في الاراضي التركية"، مؤكدا انه "يمكن تقريب وجهات النظر بين البلدين بشان التجاذبات حول سورية عبر تكثيف اللقاءات". واكد ظريف "ان كافة الاطراف تريد السلام في سورية" و"القضاء على التنظيمات الارهابية"، مشيرا الى ان ايران تحمل "ذات الفكرة والتوجهات مع تركيا في مكافحة الارهاب". واشار وزير الخارجية الايراني الى ان إيران تسعى لتعزيز سبل التعاون والشراكة مع تركيا، مؤكدا الاستعداد لمضاعفة رحلات السياح الايرانيين الى تركيا المستمرة. من جهته، قال جاويش اوغلو: "علينا مكافحة التنظيمات الارهابية معا وسنعزز تعاوننا مع ايران".