منذ أن كانت حياة الغاب إلى أن صارت حياة القبلية، والإنسان يحاول أن يستأثر لنفسه بالخير ويحرم غيره، ويحاول ازاحة غيره من الطريق لئلا يزاحمه على تملك ارض او رزق او ماء، وهكذا تتابعت فصول الانسانية حتى عندما اجتمع الناس في كيانات مستقرة كانت تفوح رائحة الشر والدم والاستغلال والسطو بشكل اوسع، وهكذا ابتدأ الانسان بمحاولة منع غيره من المشاركة الحقة في خيرات العالم، يستخدم القوة للسيطرة عليه وبسط نفوذه فوصل الى السلطة الاقطاعية ثم ابتدأ نوع آخر من الحصار والتملك ازداد وضوحا عن الأول فنشأ الاستعمار الاقتصادي الرأسمالي ثم اشترك اللصوص مع اسيادهم من الاقطاعيين والرأسماليين ممن حاربوا ضد نهضة الشعوب ويقظتها. اذاً ما هو هذا الفساد والظلم والاعتداء الذي نعيش في هذا العالم ونعاني من حروبه؟ وما هو العدل والنقاء والحرية والمساواة؟ كلمات متقاربة تشير الى كلمتي الخير والشر. إن مشاكل الانسانية ومشاكل العالم تنشأ من جور الانسان ونظرته لنفسه باستعلاء نظرة أنانية تسول له نفسه بأخذ ما ليس له بحق واقتناص حقوق الآخرين وحرمانهم كما هو الآن في بعض الدول التي تحاول سرقة الآخرين. وللأسف الشديد أن مشاكل الانسانية تنشأ من وقوف الشرفاء للمطالبة بالعدل والمساواة. وبين نفوس باغية حاقدة تريد أن تستحوذ على خيرات العالم وتحكمه وتفرض عليه وجودها وتمنع محاولات اصحاب المبادئ من وجود حلول معقولة وعادلة لهذا العالم. أو الوصول اليها وهكذا تكون الحياة خلاف وصراع صدام نعيشهما من أجل السيطرة على حقوق الآخرين وأبطاله دول وكيانات تحاول السيطرة والاستغلال عبر القوة، والتاريخ يشهد بهذا الظلم الذي وقع على بعض الشعوب من قبل تلك الكيانات الظالمة. إن معركة الحياة ضد الباطل والعدو، هي أقوى المعارك، فالعدو مهما ملك من قوة المال والرجال والسلاح فإن هناك قوة أقوى وأشد هي قوة الايمان بالله وايماننا بحقوقنا وأراضينا، فالعدو الذي يغتصب أرضنا، ومقدساتنا الشريفة عديم الضمير ولا يملك أي مبدأ، لذا لابد من الدعم بالايمان بالعمل وأن نكون دولاً مترابطة تكافح من أجل قضيتها وحقوقها اضافة الى الوقوف في وجه الهم الذي اشغل العالم وهو الإرهاب الذي يحاول ان ينال من الانسان والأوطان، وهو صراع نعيشه اليوم نتمنى ان ينتهي ببذل الجهود للقضاء عليه، ولا يجب أن ننسى مواقف المملكة المشرفة في محاربة كل من تسول له نفسه بالاضرار بالآخرين عبر الارهاب والجريمة أو زرع الفتن بين الأشقاء العرب من أجل زعزعة أمنهم، فالمملكة كانت وما زالت راعية للأمن والأمان وهي مثل يحتذى للأمة الإسلامية.