الأمير الراحل عبدالله بن فهد الفيصل «رحمه الله» أبي كيف لي نعيك؟ من أين لي العبارات وقد خنقتني العبرات؟ من أين لي النعي وما أجدني؟ من أين لي النعي وقد رحل بعضي عن بعضي؟ أنا من أنا؟ الذي رحل أم الذي بقي؟ أما كان يجدر بالموت أن يمهلك؟ أما كان له أن يتخطاك؟ وكيف له ذلك والشاعر يقول: الموت بين الناس مشترك لا سوقة يبقى ولا ملك الألم يعتصرني يا أبتاه وما لي سلوة في رحيلك إلا إنك وإن رحلت فقد بقي منك أكثر ولعل الشاعر يقصدك فيمن يقصده بقوله: تولى وأبقى بيننا طيب ذكره كباقي ضياء الشمس حين تغيب أراك في عيون الناس في قلوبهم أراك في التفاصيل الصغيرة والحكايات العابرة في الأحياء والطرقات وبين المدائن وفي كل مكان بقي فيه منك الكثير الكثير مما علمنا ومما لا نعلم وإذا الكريم مضى وولى عمره كفل الثناء له بعمر ثان يرحل الكبار ليصبحوا أكبر يرحل الكبار إلى الكبير المتعال وهذه الدنيا لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان رحمك الله يا والدي أشهد الله ربي أني لو تمنيت لي والداً فلن يكون أفضل مما كنت عليه وأطلب الله ربي بواسع فضله وعظيم منه أن يعلي منزلتك وأن يسكنك أعالي الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء