دار الحول وعاود كأس "السوبر" السعودي الترحال للظهور مجدداً في عاصمة الضباب بضيف جديد هو الأهلي في حين أن الهلال ثابت للعام الثاني على التوالي ليلعب الفريقان تحت أنظار الصفوة ويغيب البسطاء كالعادة ويكتفي المسافرون شرقاً وغرباً بالروابط التي تبث المباراة وهو بعد قسري شاء الله أن يبتعد الناديان عن جمهورهما فيقتسمان الأرض ويتساوى صاحب أفضلية الملعب بنص اللائحة مع منافسه لتكون نسبة الحضور الأعلى لمن كان مقتدراً لدفع تكاليف السفر. لعل ما يميز سوبر هذا العام أن بطل الدوري وكأس الملك الأهلي أكثر هدوءاً من الطرف الآخر بطل كأس ولي العهد الهلال رغم أنه فقد عنصرين من أهم عناصره لصالح منافسه، ولكن لم نر من يتحدث عن الأثر السلبي لذلك أو يضرب أخماساً بأسداس على حال الفريق بعدهم بل العكس تماماً فالفريق في معسكره يقدم مستوياته المعهودة بقيادة مدرب طموح يسعى لأن تكون له بصمة في تاريخ الأهلي الذي بدأ يكتب من جديد ببطولة الدوري التي كانت مستعصية ثم كأس "السوبر" ولن يتوقف ذلك طالما الإدارة هي ذاتها التي تقود موسم النادي الجديد وتبدأ خطواتها بذات الفكر فتجدد لنجم الموسم عمر السومة وتدعم الفريق بلاعبين محليين وأجانب مميزين. أما طرف "السوبر" القديم المتجدد الهلال فقد قامت الإدارة وبدعم أعضاء الشرف بعمل جبار من جهات عدة فانطلقت يدها التي كانت مغلولة بالديون في التعاقدات وبجسارة مع خمسة نجوم دوليين محلياً وأتمت مخالصة وإعارة بعض اللاعبين ثم أكملت عملها بمدرب جديد وصفقات أجنبية من العيار الثقيل بأسماء مميزة وفي مراكز طالما عانى الفريق من ضعف عناصرها كل ذلك كان يسير جنباً إلى جنب مع عمل دؤوب لتقليص الديون وقد نجحت في خطتها فكان الهلال من أوائل الأندية التي تستطيع التسجيل وبدت معالم طريق المستقبل تلوح في الأفق الأزرق وتسعد العاشق الهلالي وتريحه نفسياً فهناك عمل ملموس وجهد يذكر فيشكر. تكامل الأهلي يؤهله بشكل كبير لتحقيق الثلاثية بكأس "السوبر" فيما تقلل إصابة أربعة من عناصر الهلال المهمة ووجود لاعبين جدد لم يتأقلموا بعد من حظوظه، ولكن عدم الحصول على البطولة لا يعني فشل الإعداد مثلما أن تحقيقه لا يعطي مؤشراً على نجاح الموسم فليس إلا خطوة أولى لموسم طويل شاق فقد حققه الهلال الموسم الفائت ولكنه مع ذلك قدم موسماً سيئاً شهد خسارة الدوري وكأس الملك والخروج من دوري أبطال آسيا لذلك العقلانية في تقبل النتيجة هي روشتة النجاح في بقية الموسم.