المرأة السعودية كانت وستظل دائماً هي تلك التي تجاوزت بإصرارها وإرادتها كافة العقبات التي حاول المجتمع من قديم أن يضعها أمامها.. امرأة كان لحضورها المحلي وقع القوة، ولحضورها العالمي وقع المفاجأة.. استطاعت أن تستفيد من كل نافذة شرعت لها، ومن كل باب فتحه أمامها ولاة الأمر واحداً بعد واحد.. قالت بكل الطرق وبكافة الوسائل هذه أنا؛ المرأة التي أعطيت خمسة فأنتجت عشرة، أثبت جدارتي في كل موقع وأقدم دليل وطنيتي في كل محفل.. ابنة هذا البلد المعطاء ابنة المملكة العربية السعودية التي اعتزت ببلادها فاعتزت بها البلاد وكرمها العباد وتلقى أنباء صعودها القاصي والداني بتقدير وإعجاب كبيرين.. السفيرة الحقيقية والمتحدثة الرسمية والبرهان المعجز على أن أقل من مئة عام في بلاد تتمتع بالحصافة والثقة والإرادة يمكن أن تغير الظروف وتقلب الموازين وتحول المرأة التي كانت كائناً مستضعفاً مغيباً إلى كيان ذي حضور وقوة يتحلى بالعلم ويترقى في العمل مع احتفاظه بعراقة الجذور وصلابة النشأة. غياب خطة العمل الموحدة وعدم الاعتراف بدور المرأة أبرز الصعوبات التي تواجهها المطوفة ضيفة هذا الأسبوع أول من ألفت كتباً عن الطوافة النسائية في التاريخ، المطوفة فاتن إبراهيم محمد حسين، المولودة بمكةالمكرمة، والحاصلة على بكالوريوس في الأدب إنجليزي، وماجستير في طرائق تدريس اللغة الإنجليزية، والكاتبة في صحيفة مكة، والناشطة الاجتماعية، وعضو اللجنة الثقافية والأدبية في نادي مكة الثقافي الأدبي، وعضو في الصالون الأدبي الثقافي "رواق بكة"، ومؤسسة لأول لجنة نسائية تطوعية لخدمة ضيوف الرحمن من عام 1429ه وتنتمي لمؤسسة جنوب آسيا، وكانت ضمن الوفد المدني المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في زيارته للهند عام 2006م حيث كان عضو الشرف الدولي في يوم احتفال الهند باليوم الجمهوري للدولة. «رواق بكة» ملتقى ثقافي أدبي أفرزته متطلبات المرحلة الحضارية يعنى بالتنوير الفكري للسيدات مشاركة تعود لمئات السنين تتحدث فاتن عن عمل المرأة في الطوافة، وعن دور المطوفة في خدمة ضيوف الرحمن، فتقول: "لقد عملت المرأة المكية في مهنة الطوافة منذ مئات السنين، تساعد الرجل وتسانده، وتقوم بكافة الأعمال التي يتطلب تقديمها للمرأة الحاجّة، من ضيافة واستقبال ورعاية صحية واجتماعية وتوعية دينية وثقافية، مما ساهم في تقديم خدمات متميزة للمرأة الحاجّة في ذلك الوقت، ولكن تلك المشاركة في تقديم الخدمات تقلصت عبر السنوات الماضية حتى كادت أن تندثر، وبالتالي فقدت المرأة الحاجّة الخدمات المتميزة التي تعينها على أداء مناسكها براحة وطمأنينة، وقد عادت المطوفة في السنوات الأخيرة للعمل ولكن بصورة مغايرة لتشارك في الخدمات المقدمة لضيفات الرحمن، لإيمانها بأن للمرأة الحاجة خصوصياتها التي لابد أن تقدم من قبل النساء". وعن تجربتها في مهنة الطوافة، والخدمات التي تقدمها هي وبعض زميلاتها المتطوعات، تحكي: "نقوم بخدمات متنوعة منها زيارة الحاجات في المستشفيات وتقديم المساعدة لهن ومواساتهن، وإجراء اللقاءات التوعوية لتثقيف حاجات بيت الله الحرام دينياً خاصة فيما يتعلق بشعائر الحج والعمرة، والتخطيط للزيارات الثقافية للحاجات، وأخذهن في زيارات إلى مصانع كبرى في مكةالمكرمة مثل مصنع زمزم وكسوة الكعبة، والمتاحف مثل متحف الحرمين ومتحف السلام عليك أيها النبي، لاطلاع الحاجات على بعض من التراث المكي والآثار الإسلامية، بالإضافة إلى جامعة أم القرى والمكتبة العامة بمكة وغيرها، حيث المشروعات الكبرى في توسعة الحرمين الشريفين والساحات الشمالية، وغيرها من المعالم الرئيسية لإبراز منجزات الدولة، وما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– وملوك المملكة السابقين لتطوير الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة". في أميركا فهمت معنى الاتزان في الحرية عدم الاعتراف بعمل المطوفات وأشارت المطوفة فاتن إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه المطوفة، هو عدم الاعتراف بعملها، وعدم وجود خطة عمل موحدة لجميع المؤسسات لعمل المرأة، وبالتالي يبقى العمل في إطار الاجتهادات الشخصية، وتضيف: بحمد الله وتوفيقه، كانت "تجربتي مع الطوافة" ناجحة، وقد قمت بتوثيقها في كتاب؛ لإثبات قدرة المرأة المطوفة على أداء العمل، والقيام بواجبات المهنة، متى ما أتيحت لها الفرص المناسبة للعمل، وفق قيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وكذلك لوضع التجربة أمام المسؤولين في وزارة الحج والعمرة، للاستفادة منها في وضع خطط مستقبلية لعمل المرأة، وفق أنظمة وتعليمات محددة، وهذا ما يقود بإذن الله للارتقاء بالطوافة النسائية، كقاعدة أساسية للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيفات الرحمن. «ماذا قدمت لوطني وأمتي» سؤال يراودني كل يوم وتقول فاتن: "اسمى الأعمال الإنسانية هي التي تنبع من الفرد ذاته ولا ينتظر مقابل ذلك العمل أي أجر، بل الثواب والأجر من الله تعالى، وهذا ما يطلق عليه بالعمل التطوعي، وهو من أعظم القيم في ديننا الإسلامي، لتحقيق مكتسبات حضارية اقتصادية وعلمية وثقافية واجتماعية للمجتمع، وهو ظاهرة ينتج عنها الكثير من الترابط والتآخي بين أفراد المجتمع، لأنه يقوم على البذل والعطاء -مادياً ومعنوياً- وبدون أي مقابل، واذا كان العمل التطوعي عظيماً في جوهره في أي ميدان، فهو لخدمة ضيوف الرحمن أعظم وأثقل لميزان العبد، وهم أولى بتقديم الخدمة التطوعية لهم، وهذا ما قامت عليه اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا، والتي أسست في العام عام 1429ه. جهود لتطوير العمل النسائي وذكرت المطوفة فاتن أن هناك جهوداً حثيثة في بعض من مؤسسات الطوافة لتطوير العمل النسائي الذي لا يصطدم بالعقبات الإدارية والازدواجية مع عمل المطوف، ولكن للأسف لأنه ليس هناك نظام في عمل المؤسسات يسمح بالعمل للمطوفة، مع أنه صدر مؤخراً في اللائحة التنظيمية في مجالس ادارات المؤسسات بدخول سيدتين للمجلس بالتعيين من وزير الحج، ولكن للأسف حينما انتهت الانتخابات وجاء وقت التعيين لم يتم تُعيين مطوفات، واقتصر الأمر على المطوفين في المجلس، وبذلك خابت آمال المطوفات، ولكن حتما التغيير والتطوير قادم بتعيين وزير الحج والعمرة د. محمد بن صالح بنتن، الذي سيعمل على نقلة نوعية في خدمات الحج والعمرة بما يملكه من خبرات ومهارات علمية، ودخول المطوفة رسمياً للعمل بموجب دراسات دقيقة بإذن الله تعالى. وأشارت إلى أنه بالنسبة للإقبال على الأعمال التطوعية بصفة عامة والطوافة خصوصاً، فهناك أقبال على العمل بالمهنة، مبينة أنها أجرت في العام 1428ه دراسة علمية بعنوان: (أعلام الطوافة/ المطوفات) وكان أحد أسئلة الدراسة: "هل ترغبي بالعمل في المهنة لو أتيحت لك الفرصة" وكانت هناك نسبة 45% ممن أجبن بنعم. النادي الثقافي ورواق بكة وعن ماذا قدمت لنادي مكة الثقافي الأدبي خلال عملها في اللجنة الثقافية الأدبية، تحكي: "الحقيقة أنا مشاركة في وضع الخطط التشغيلية لأنشطة النادي، وهو عمل مهم جداً، نظراً لما يتطلبه من التنويع في البرامج والأنشطة، وبما يلبي طموحات المثقفين والأدباء لكلا الجنسين؛ لتقديم الأمسيات الشعرية، والندوات الفكرية حسب الأحداث الراهنة، كما كنت رئيسة اللجنة النسائية المشرفة على المؤتمرات الأدبية والثقافية وكل ما يتعلق بها من تنظيمات واستعدادات، وقد استطاعت اللجنة خلال خطة العمل جذب الشباب والشابات للنادي، فهم من يعول عليهم في مسيرة العمل الثقافي الأدبي، حيث تم استقطابهم بل والذهاب اليهم في مقارهم، مثل جامعة أم القرى وجمعيات مراكز الأحياء، وأجريت مسابقات للعمل الثقافي الشبابي في الأحياء لأجمل برنامج أدبي ثقافي وخصصت له جوائز، مما كان له أكبر الأثر في تدعيم المواهب الإبداعية عند الشباب وتطوير مهارتهم الأدبية واللغوية". وعن "رواق بكة النسائي" تقول فاتن: "رواق بكة هو صالون ثقافي أدبي نسائي، تأسس عام 1424ه، وتم تدشينه في حفل بهيج على يد صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز العضو الفخري للرواق، ويعتبر ملتقى ثقافياً وأدبياً أفرزته متطلبات المرحلة الحضارية التي تعيشها بلادنا الحبيبة لمواكبة مستجدات متنوعة طرأت على الساحة الثقافية والأدبية والاجتماعية، إذ كان لابد للمرأة المكية من مواصلة مشوارها التاريخي عبر العصور، وترسيخ مكانتها الاجتماعية بحضورها ومشاركتها في مسيرة التنمية والبناء للوطن، والمراقب للمشهد الثقافي المكي يجد أن رواق بكة النسائي قد استطاع تحقيق الكثير من أهدافه السامية، والتي من أهمها العناية بالتنوير الفكري والثقافي، والمعالجة الواعية للقضايا المستجدة ثقافياً، كما أسهم في الارتقاء بوعي المرأة وفكرها الثقافي والاجتماعي، واستطاع استقطاب شريحة واسعة من سيدات وآنسات المجتمع المكي، بما يطرحه من قضايا وأنشطة، عمل من خلالها على تعزيز القيم الأخلاقية الإسلامية، وبالتالي تعزيز الأمن الاجتماعي والقيمي والاقتصادي والفكري. دور العلاقات العامة والإعلام وبحكم عملها كمشرفة على العلاقات العامة والإعلام في جمعية أم القرى الخيرية، تشخص فاتن دور العلاقات العامة والإعلام في التعريف بالأنشطة في الجمعيات الخيرية، وترى أن العلاقات العامة هي بمثابة العصب الرئيسي لأنشطة جمعية أم القرى الخيرية النسائية، حيث تقوم إدارة العلاقات العامة بدور مهم في توعيه المجتمع بدور الجمعية وأنشطتها، وخدماتها التي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وتكوين الصورة الإيجابية لها بالمشاركة في الفعاليات المختلفة والأنشطة الخارجية، وأيضاً توثيق الروابط الداخلية بين الأقسام بحيث تبنى جسور التواصل فيما بينها لتظهر الجمعية بالصورة المشرفة المتمكنة من خدماتها. وعن دورها في هذه المنظومة تقول: "دوري - ودور العلاقات العامة في الجمعية عموماً- حيوي جداً ومهم، وهو المحافظة على المتبرعين والداعمين، والعمل على زيادة أعدادهم بالتواصل البناء، واعتماد المصداقية لدعم الجمعية ومشروعاتها وخدماتها، كما تسعى إلى بناء جسور تواصل مع الأعضاء الحاليين للحفاظ عليهم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإقامة المناسبات الخاصة بالأعضاء والاحتفاء بهم، كما يسعى القسم ايضاً إلى جذب أعضاء جدد، ونشر أخبار الجمعية ورقياً وإلكترونياً وفي جميع مواقع التواصل الاجتماعي. معنى الاتزان في الحرية وحول من أثر على شخصيتها، تقول: "الشخصية هي بصمة خاصة يولد بها الإنسان تنطبع بها حياته، وحتماً تؤثر عليه البيئة المحيطة، من قراءته الثقافية المتنوعة والتربية الأسرية والمدرسية، ولكن تظل الفطرة التي خلقه الله عليها هي أهم ما يميزه عن غيره من الأشخاص، وإن كان هناك تأثير في حياتي من أشخاص، فإن لوالدي -رحمه الله- ابراهيم محمد حسين، ولوالدتي وداد كامل مفتي -أمد الله في عمرها- أثر كبير في صقل شخصيتي، كما أن لدعم زوجي التربوي والإداري الناجح، الذي كان عميداً للكلية المتوسطة بمكة، ثم رئيساً لمؤسسة جنوب آسيا، عدنان بن محمد أمين كاتب، أثر كبير في بلورة شخصيتي، وتحفيزها لتكون الشخصية المستقلة المؤثرة". وعن أهم المحطات في حياتها، تحكي: "كان زواجي وذهابي للولايات المتحدة والدراسة هناك لفترة من الزمن من أهم محطات حياتي، فقد فهمت معنى الاتزان في الحرية، والأخذ من الثقافات الأخرى جوهرها وقيمها، وليس زيفها ومظاهرها التي يتقمصها الكثيرون من شباب وشابات اليوم من المجتمعات الغربية للأسف، بل زاد إيماني بعظمة الدين الإسلامي كحضارة وثقافة، لو طبقت كما يجب لجنبنا المجتمع الكثير من المشكلات الراهنة، ومحطة أخرى مهمة في حياتي هي العمل لخدمة الوطن، فشعرت بأن عظمة الإنسان هي بما يقدمه لوطنه من إخلاص وإنجازات وتضحيات". ماذا قدمت لوطني وأمتي؟ تقول فاتن أن سؤالاً يراودها يومياً هو: ماذا قدمت لوطني وأمتي ومجتمعي؟، وذلك بعد ما تبدأ يومها بالقراءة ثم العمل، وتنهيه بقراءة القرآن والتأمل والتقويم بما صنعته في ذلك اليوم، ثم تتساءل في نهاية اليوم كيف يكون غدي وحياتي أفضل. وتصف علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي بالجيدة، وتبين أنها تملك حسابات في الفيسبوك وتويتر وانستغرام والسناب شات، بالإضافة إلى الوتساب، ولكنها تتواصل من خلال تلك الوسائل بقدر ما يسمح بالتواصل والتفاعل المثمر وليس الإدمان الضار. وعن علاقتها بالمطبخ والأكلات المفضلة لديها، تروي أنها تحب كل الأكلات المفيدة، وخاصة التي تقوم على الخضروات والفواكه، وتورد هنا فائدة أن الطعام رزق من الله، والمفروض أننا نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل، فيكون الطعام هو كل اهتماماتنا، حيث ازدادت للأسف أوزان الناس، وأصبحت عمليات إنقاص الوزن موضة وظاهرة، وكل ذلك لعدم اتباع السنة النبوية في الطعام. الحارثي: فاتن مسيرة عامرة بالنجاح.. وجهودها كسرت روتين «الطوافة» عدّ عضو اللجنة الثقافية في نادي مكة الثقافي الأدبي، ومدير منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل الثقافي بمكةالمكرمة، مشهور بن محمد بن مريسي الحارثي، فاتن بنت إبراهيم محمد حسين، من النساء المكيات اللاتي وضعن بصمة مميزة، من خلال حضورهن الثقافي المتألق في الساحة الثقافية. وتابع الحارثي: المتابع لأعمال فاتن يجد أنها تمثل المرأة السعودية خير تمثيل، وهو تمثيل ينطلق من قاعدة تراثية متينة لم تتخل فيها عن عاداتها وتقاليدها الإسلامية، ومع ذلك فهي مجددة تُوصل الماضي بالحاضر، في محاولة للاستفادة من معطيات الواقع الاجتماعي الجديد، وما يتناسب مع وضع المرأة الجديد، والذي يتطلب حضوراً فاعلاً لها لتكتمل بذلك المعادلة الحضارية المدنية، فالمرأة هي نصف المجتمع، والثقافة التي تُنحي حضورها هي ثقافة غير مكتملة. وأضاف: لعل أبرز جهود فاتن هو ما تطرحه من أفكار بناءة في مجالات الأدب والثقافة، ولعل ما أسهمت فيه في مجال الطوافة، محاولة من خلال ذلك كسر الروتين المعتاد في جسد ثقافة الطوافة التي كانت تتمحور حول الرجل، مع أن المرأة قديماً وحديثاً تعتبر شريكاً أساساً له، وإن مطالباتها في تفعيل دور المطوفة الحقيقي وتقديم مقترحات بناءة حول الحج والعمرة وشؤونهما يعد إنجازاً عظيماً للمرأة السعودية، والتي تحاول بحكمة واقتدار أن تغير من المعادلة المركزية، لتقول للمجتمع بأن المرأة السعودية ليست عاجزة، وهي قادرة باقتدار على دفع عجلة التنمية، حتى في الأمور التي ارتبطت في ثقافتنا بتمركزها حول الرجال فقط. وأفاد الحارثي بأن فاتن لم تقف جهودها فقط حول هذه النقطة الرئيسية، بل أخذت على عاتقها الهم الجمعي، من خلال الأنشطة الثقافية المتعددة لها في المراكز والمؤتمرات الثقافية الوطنية، ومشاركاتها في المحافل الدولية، وكذلك مقالاتها المتعددة التي ترتبط بالتغيرات الاجتماعية والمشكلات التي تطرأ على الساحة، لتساهم بآرائها البناءة كمكون أساس في هذا النسيج الاجتماعي، ومن أسهاماتها أيضاً، تسليط الضوء على بعض المكونات الثقافية المكية المؤثرة التي تستحق الدراسة، خاصة تلك التي غابت أو غُيبت عن الساحة، لتكشف بذلك عن فعل تلك المكونات في الثقافة المكية العالمية. ويختتم عضو اللجنة الثقافية في نادي مكة الثقافي الأدبي قائلاً: "لقد ساهمت العديد من العوامل في بناء شخصية فاتن، ولعل من أبرزها انحدارها من أسرة مكية كريمة، لها أثرها وحضورها الفاعل في مكة، أضف إلى ذلك أفقها الثقافي المتسع، والذي يضرب بجذوره في مناح عدة من جوانب الحياة المختلفة، وأيضاً البعد الأدبي الذي أكسبها قوة في التعبير، وشخصيتها المتوقدة والتي لا ترضخ أن تعيش في الظل، متوقعاً لها مستقبلاً مشرقاً، فهي من السيدات السعوديات اللاتي كسبن ثقة المجتمع وأصبحن علامة مميزة في ثقافته، كما توقع أن المؤسسات في توجهها الجديد والذي يركّز على مشاركة المرأة لن يغفل مثل هذه الشخصية المحورية، والتي بالطبع سيكون لها أثرها المتميز في دفع عجلة تقدم هذه المؤسسات". شاركت في وفد زار الهند مع الملك عبدالله فاتن حسين غلاف كتاب «تجربتي مع الطوافة» تأليف فاتن حسين من الأنشطة التثقيفية للمتطوعات والمطوفات مشهور الحارثي