لا غرابة أن يصل مستوى جل الإعلام الرياضي السعودي "ونستثني القلة الراقية الصادقة" إلى حالة يرثى لها من التخلف والضياع والتعصب وتشويه الساحة الإعلامية والرياضية مادام أن من يثيرون الاحتقان بين "ابناء الوطن الواحد"، ويشتمون المنافسين ويسبون من يختلف معهم، ويكذبون من أجل الوصول إلى أهدافهم، ويزيفون الحقائق بتوجيهات من يسيرهم، هم من يتصدرون المشهد في المناسبات والبرامج، والمضحك أن من يتعامل معهم ويدعوهم إلى مناسباته وبرامجه يطالب بالبعد عن التعصب والالتفافة من أجل تقديم إعلام صادق، وهو من يشعل ناره ويشب حرائقه باستقطابه لمثل هذه النوعية الفاشلة التي اساءت للإعلام فاصبح يطلق عليه "إعلام الخارجين عن النص أو إعلام المجانين" نسبة إلى كثافة وجودهم السيىء وتحولهم إلى اداة في يد الرئيس وعضو الشرف والإداري النافذ وكل من يحقق لهم المطالب التي ينشدونها، ونتيجة لهذه الفوضى اصبح الإداري الفاشل ناقدا، ومن يتسمى بصفة عضو الشرف محلل، حتى السماسرة تحولوا إلى نقاد وتوحدوا مع "الخارجين عن النص" وما نقول الا اعان الله وزارة الثقافة الإعلام التي تحاول قدر الامكان أن تقدم لنا إعلاما وطنيا نقيا من الشوائب على هذه النوعيات من الناس الذين منهم الإعلام الوطني النقي برئ. الإعلام الرزين الذي يتعامل مع الأحداث والمنافسات والمناسبات بواقعية ووطنية ووعي وشمولية وقراءة جيدة لابعاد كل ما يقول رحل مع رحيل عمالقته واساتذته ونجومه، واصبح الآن بيد "زعيط ومعيط" وكل من يريد مكاسب ذاتية، وفرض صوته وميوله بلا حياء ولا خجل، والمسيء أن البرامج التي تبث من الخارج كل مارادت أن يتفرج الناس على حال من يشمله مسمى الإعلامي الرياضي السعودي الذي ينتمي إلى فئة "الخارجين عن النص" استدعوه ليس حبا فيه ولأنه يثري المتابع بفكره وإطروحاته ولكن لأنه يتحول بصوته وصراخه وشكله وحركاته إلى اضحوكة ومصدر تشويه للإعلام الرياضي السعودي، وحتى تعطي مثل هذه البرامج الناس الانطباع أن الإعلامي السعودي فوضوي ولا يملك الا الصراخ، وليت وزارتنا الشابة "وزارة الثقافة والإعلام" تضعهم تحت المراقبة و"الحجر" لأن في خروجهم خدشا للحياء وتشويها للذوق العام و"مصخرة" بحق الإعلام الرياضي المغلوب على أمره نظرا لوجود مثل هؤلاء الفوضويين. لقد حان الوقت ليقف صاحب القرار بوجه "الخارجين عن النص" فالأمر استفحل وزاد عن حده، واصبحوا مصدر خطر على تشويه ذوق الاطفال نتيجة سماعهم لبعض العبارات التي لا يمكن أن تصدر من شخص عاقل لا يريد السمعة الطيبة لنفسه والخير لمجتمعه، لا يؤمنون بالاختلاف، ولا يحترمون من يناقشهم، ولا يدركون أن الصوت العالي لا يثمر عن وجود ناقد مقبول أنما اشخاص لا يقلون خطورة عمن يرتادون المصحات النفسية. نحن الآن أمام حالة شبه مستعصية لا يمكن علاجها الا بالحزم خصوصا أنه تتم تغذيتها من اشخاص وجدوا الاصوات العالية التي لا تحترم أحداً سلاحاً يشهرونه وهم يقبعون خلف الكواليس، فالمتضرر في كل الأحوال هو ذلك الإعلامي الغوغائي الذي عانى من سوء التربية فاراد تفريغ شحناته ضد كل من يختلف معه.