جميعنا مر بحالات شعر فيها أنه محظوظ أو منحوس أكثر من بقية البشر.. وجميعنا مر بحالات كان متفائلا فيها لدرجة ثقته بنيل ما يريد نيله.. وبطبيعة الحال لا يوجد انسان محظوظ أو منحوس (بنسبة 100%) ولكن يوجد أشخاص يرفعون بتفاؤلهم مستوى حظوظهم.. فبالإضافة إلى سرعة بديهتهم وحسن تصرفهم ومواقفهم في الحياة، يعمل تفاؤلهم على تحقيق تطلعاتهم بشكل يثير الدهشة فعلا (وتفاءلوا بالخير تجدوه).. أنا شخصيا لدي تجارب كثيرة عن أحلام تحققت لمجرد أنني كنت متفائلا حيالها أو ببساطة (وضعتها في رأسي).. وأكاد أجزم أنك شخصيا مررت بمواقف مماثلة شعرت فيها بثقة كبيرة بالفوز ففزت، أو بالفشل ففشلت.. والسر هنا يكمن في وجود علاقة قوية بين أفكارنا، والظروف التي تتشكل حولنا لتحقيق الأهداف أو منعها.. لهذا السبب يجب أن تتخيل بشكل دائم الحالة الايجابية التي تتصورها وتريدها لنفسك والمساهمة في تغيير الظروف حولك من خلال (أولا) حسن الظن بالله، (وثانيا) تكرار الرسائل المشجعة وتخيل المواقف الإيجابية في حياتك.. ابني حسام لفت نظري منذ طفولته بمواقف متفائلة كثيرة تحققت له فعلا.. حين كان طفلا شاركت في تحكيم برنامج على قناة المجد يدعى "الشاشة لك".. حاولت إقناعه بالحضور معي فلم يقبل إلا بعد أن أخبرته أن القناة ستوزع في نهاية الحلقة جهاز أيباد (وكان شيئا جديدا في تلك الأيام) فوافق وهو يقول "أعرف انه سيكون من نصيبي".. وحين شارفت الحلقة على نهايتها اختار مقدم البرنامج (الأستاذ علي العزازي) رقما عشوائيا من بين الحضور فكان رقم حسام الذي نزل لأخذ الجهاز، وأذكر حينها أنني شعرت بالاحراج خشية أن يعتقد الجمهور أنني عقدت اتفاقا مع الأستاذ علي لفوزه بالآيباد.. أما آخر قصة حدثت معه فكانت في الصيف الماضي حين انتهت إجازته في السعودية وجمع حقيبته للعودة لليابان.. قال حينها إنه يتمنى لو يسافر على درجة "بزنس" في هذه الرحلة بالذات، فابتسمت وقلت: حين تملك سعرها يمكنك شراؤها.. ولكن؛ ما أن وصل إلى الدوحة حتى بعث لنا صورة بالواتس آب مكتوب تحتها "تصدقوا إن الخطوط القطرية غيرت تذكرتي لليابان ومنحتني درجة بزنس بدون سبب"... وبعث لنا صورة لرقم الكرسي وبطاقة الصعود! .. ومرة أخرى لا أعتقد أن هناك أشخاصا محظوظين بنسبة 100% ولكن موقفنا من مسألة الحظ ترجح فوزنا فيه فعلا.. والأمر تجاوز مرحلة النصائح النظرية الى الدراسات الفعلية التي أكدت أن المرضى المتفائلين (مثلا) يشفون بسرعة أكبر من اليائسين، وأن النظرة الايجابية تحسن جهاز المناعة بنسبة توازي تأثير البلاسيبو أو الوهم الحميد (الذي أصبح محسوماً ومحسوباً في عالم الطب).. * هل ترغب باختصار المقال في 17 كلمة فقط؟ في النهاية نحن نتيجة لما نفكر فيه، ومحصلة لما نؤمن بحدوثه، وتجسيد لما يمكن أو يستحيل تنفيذه.