اختُتِم المؤتمر الدولي (وسطية الإسلام ومكافحة الإرهاب والطائفية) الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع محافظة نوسا تنغارا الغربية ومجلس العلماء الإندونيسي أعماله أمس بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي ونائب وزير خارجية اندونيسيا عبدالرحمن محمد فاخر وجدي، ومحافظ لومبوك الدكتور محمد المجد، وعدد من العلماء والباحثين والأكاديميين وذلك بمحافظة نوسا تنجارا الغربية باندونيسيا. وأوصى المؤتمر بأن تُنشئ رابطة العالم الإسلامي مركزاً لدراسات التطرف والإرهاب والطائفية بالتعاون مع مجلس العلماء الإندونيسي المركزي ومحافظة نوسا تنجارا الغربية في لومبوك، إضافة إلى تكوين لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تضمنها البيان الختامي للمؤتمر من مجلس العلماء الإندونيسي ومحافظة نوسا تنجارا الغربية ووزارة الشؤون الدينية ورابطة العالم الإسلامي. كما أوصى بوضع خطة إستراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف الطائفي في آسيا بكل صورِه وأشكاله، والاستفادة في ذلك من التجربة الرائدة للمملكة العربية السعودية والتعاون مع المجتمع الدولي في ذلك وأن تتخذ رابطة العالم الإسلامي الإجراءات اللازمة لذلك مع الجهات المختصة الرسمية والشعبية، كذلك أوصى بتكوين مجلس تنسيقيّ للهيئات الإسلامية الآسيوية يوحِّد الجهود ويحدد الأهداف تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع الجهات ذات الصلة ويعقد لقاءات تنسيقية دورية مع الجهات المتخصصة في دول آسيا لوضع البرامجِ العملية لمواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي في آسيا. ودعا المؤتمر إلى دعم الأقليات المسلمة خاصة من الناحية التعليمية والتربوية لتنجو من مزالق التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع وتنخرط في تنمية أوطانها بما يضمن التعايش للجميع وتصحيح صورة الإسلام الحنيف وصورة أتباعه. ورفع المشاركون في المؤتمر الدولي الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولصحاب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهم الله على حرصهم لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين وما يحقق السلام والأمن والاستقرار في المجتمعات الإنسانية، مشيدين بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما وإكرام ضيوفهما من الزوار والحجاج والمعتمرين، معربين عن إدانتهم لما تناولته وسائل الإعلام الإيرانية من إساءات للمملكة وتَغافلها عن الجهود المتميزة التي تبذلها في خدمة ضيوف الرحمن. وبحث المشاركون خلال المؤتمر عدداً من الموضوعات منها (الإرهاب والتطرف.. الأسباب والنتائج) وأكدوا براءة الإسلام من الإرهاب وأن رسالته ونصوصه الجلية تؤكد على وسطيته واعتداله وتسامحه وأنه رحمة للعالمين. وأشادوا بجهود العلماء المسلمين في مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي وتعزيزِ التعايش السلمي في المجتمعات والحرصِ على ما يحقق الأمن والاستقرار والتعاون، وأثنَوا على الجهود التي تبذُلها إندونيسيا بقيادة فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيسِ جمهورية إندونيسيا لتحقيق التعاون والتعايش والسلام واهتمامه بمحاربة الإرهاب والتطرف الطائفي. واستعرض المؤتمر المسؤولية الدولية في مكافحة الإرهاب مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في محاربته والتصدي له والتوعية بخطره واستمرارِها الدَّؤوب في مواجهته إقليمياً ودولياً، وحرصها على تعزيز الأمنِ والسلام في العالم. واستنكر المؤتمر ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من جرائم بحق الشعب الفلسطيني داعياً دول العالم إلى رفض إجراءاتها لتهويد القدس الشريف وتدنيسِ المسجد الأقصى المبارك، ووضعِ حد للممارسات الإرهابية التي ترتكبها. كما استنكر المؤتمر ما يمارس من جرائم التطهير العِرقي وما يصاحبه من التعذيب والتجويعِ والتشريد والقتل بحق المسلمين في بورما، واستغرب سكوت العالم عن هذه الجرائم الوحشية الشنيعة. وكان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي قد قدم شكره وتقديره لفخامة الرئيس جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، على رعاية هذا المؤتمر، متطلعاً إلى مزيد من التعاون بين رابطة العالم الإسلامي وجمهورية إندونيسيا. وأكد التركي في كلمة خلال المؤتمر أن التطرف الذي يؤدي إلى العنف والإرهاب، باسم الجهاد أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو إصلاح أحوال الأمة والنهوض بها، من أعظم ما ابتلي به المسلمون في هذا الزمن العصيب، متمنيا أن يسهم المؤتمر في تعزيز وحدة الأمة، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك والمواقف، ومواجهة المنازع الطائفية الممزقة، والمسالك المتطرفة التي لا تزيد الأمة إلا ضعفاً وانتكاساً وبعداً عن دينها. وأفاد الدكتور التركي أن من أبرز ما يسهم في تنامي التطرف في العالم الإسلامي، النشاط الطائفي الذي بدأ يظهر في العديد من الدول الإسلامية، ويروج له عبر مجموعة من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، مستهدفاً تمزيق الأمة الواحدة، وصرفَها عن إصلاح أحوالها، إلى الاشتغال بجدل لا ينتهي في قضايا تاريخية، والطعنَ السافر في الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات، والسلف الصالح الذين على أكتافهم رفع عمود الإسلام.