هناك مخاوف كثيرة، وتخوفات كبيرة من أن يصبح الإرهاب سلوكا طبيعيا يمارسه البشر يوميا دون أن يشعروا أنه إرهاب!. فمن يقوم بالتفجير بالمدنيين أو تخويفهم أو قتلهم وهو يظن أنه بذلك يخدم الاسلام أو يساعد في نشره أو يساهم بقتل أعداء الله، فهو لا يرى أنه يمارس الإرهاب، إنما يعتقد أنه يقوم بالجهاد في سبيل الله!. حينما تستمع إلى الإرهابيين أو من يدعمهم أو يغرر بهم ويتلاعب بعقولهم، تستغرب من حجم الخداع الذي يمارسه أولئك ضد الشباب الأبرياء، بحثهم على التضحية بالنفس في سبيل أوهام ما أنزل الله بها من سلطان، والقيام بترويع الأبرياء بطرق ووسائل مرعبة، وحين تبحث في حقيقة دعاة الشر أولئك، تجدهم يتنعمون بحياة الرفاهية هم وأبناؤهم، ويعيشون حياة مليئة بالفرح والمرح، وغالبهم يتقربون إلى الحكام والسلاطين بحثا عن الرضا والمودة والدعم، وكان أولى بهم دعوة أبنائهم إلى ما يدعون شباب الأمة إليه.. حتى إن أحدهم وكبيرهم، وهو الذي يجيز التفجير بالنفس وسط الأبرياء والمدنيين، يعيش أولاده منعمين ومرفهين وآمنين، بعيدا عن الأخذ بأي فتوى من فتاوى والدهم!. إن الإرهاب اليوم الذي يستهدف أوروبا أيا كان مصدره يحتاج إلى وقفات تفكيرية جادة، صحيح أن بعضه محلي الصنع، ولأسباب مختلفة عن الإرهاب المعتاد، لكن هناك أدوات خطيرة تستخدم حاليا مثل استغلال اللاجئين السوريين بتنفيذ بعض المخططات الإرهابية مثلما حدث في ألمانيا مؤخرا، وهو الأمر الذي يدعو إلى القلق كون ألمانيا مثلا من أكثر الدول استقبالا للاجئين، وحين يقوم البعض منهم بأعمال إرهابية ستحدث ردة فعل سلبية من قبل الشعب الألماني تجاه اللاجئين وغيرهم. إن انتشار الإرهاب في الأيام الأخيرة بشكل غير مسبوق، يجعلنا نشعر بالقلق كثيرا، رفع الإرهاب لشعار الإسلام كذبا وزورا وادعاء مثلما تفعل داعش أو غيرها من التنظيمات التخريبية الأخرى يجعلنا نشعر بقلق مضاعف جدا جدا. ولقد بات من الضروري اليوم أن تكون هناك مساع سريعة من قبل الدول والمنظمات الإسلامية بتشكيل حملات إعلامية لاظهار الوجه الحقيقي المتسامح للإسلام، يجب أن تعرف شعوب أوروبا أن داعش لا تمثل الإسلام، وأن من يقوم بهذا الإرهاب لا يمثلون المسلمين، وأن الدول الإسلامية عانت من هذا النوع من الإرهاب مثلما تعاني أوروبا حاليا. الأمر ليس بالهين أو البسيط، والنتائج سيئة للغاية، وانعكاسات ما يحدث من إرهاب على المدى القريب والبعيد مرعب جدا، فهناك سخط كبير جدا ضد الإسلام والمسلمين.. يجب أن يواجَه بالحكمة والعقل.. ودمتم سالمين. [email protected]