أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس أن بلاده ستواصل لعب «دورها القيادي» في اوروبا رغم قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي، أثناء مشاركته الاولى في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل. وحرص جونسون على التصرف بحذر هو المعروف بطبعه الصاخب بعد أن أثار غضب شركائه في الحملة السابقة للاستفتاء البريطاني بمقارنة سعي الاتحاد الاوروبي الى تحسين الاندماج الاوروبي بمساعي ادولف هتلر. وصرح جونسون الذي كان أحد متصدري حملة الخروج، للصحافيين «علينا أن ننفذ إرادة الشعب وأن نغادر الاتحاد الاوروبي، لكننا لن نتخلى بأي شكل عن دورنا القيادي في اوروبا». كما أكد إجراء «حديث جيد جدا» بهذا الشأن مع وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني مساء الاحد، رغم إلغاء عشاء كان مقرراً بينهما اثر الهبوط الاضطراري لطائرته نتيجة عطل تقني. وتابع «لا يسعني الانتظار للقاء زملائي». وشكل تعيين جونسون وزيراً للخارجية، خصوصاً بعد الدور المحوري الذي لعبه لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في استفتاء 23 يونيو مفاجأة مذهلة للكثيرين في اوروبا، على غرار نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت الذي أكد أنه تمادى في الكذب على الناخبين في اثناء الحملة. وصرحت موغيريني التي وصلت بعيد جونسون انهما اجريا «تبادل أفكار جيد بشأن المسائل الرئيسية على جدول الاعمال اليوم». كما رفضت الحديث عن مفاوضات بريطانيا بشأن مغادرتها الاتحاد، مع اصرار مسؤوليه على انها لن تبدأ قبل ان تفعل لندن بندا بهذا الشأن في المادة 50 من معاهدة لشبونة المؤسسة للاتحاد. وأضافت ان بريطانيا تبقى عضوا في الاتحاد حتى الانتهاء من تلك المفاوضات. اما ايرولت فأكد في حديث منفصل اجراء حديث هاتفي «صريح ومفيد» مع جونسون. وقال الوزير الفرنسي للصحافيين «هناك كثير من الامور التي يجب العمل عليها مع بريطانيا، وسأتحدث دوما مع بوريس جونسون بأكبر قدر من الصدق والصراحة. اعتقد انه علينا المضي قدما بهذه الطريقة». كما كرر ايرولت دعوة فرنسابريطانيا الى اطلاق مفاوضات المادة 50 في اسرع وقت لازالة الغموض بشأنها. لكن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي رجحت اطلاقها في اواخر العام الجاري او مطلع 2017 كأقرب موعد، وليس قبل تحديد لندن طبيعة العلاقة التي تريدها في المستقبل مع الدول الاعضاء الاخرى في الاتحاد.