أخيراً رفعت لجنة الاستخبارات في الكونغرس السرية عن ال (28 صفحة) هي جزء من تقرير لجنة التحقيق التي شكلها الكونغرس الأمريكي في 2002، التقرير الذي لطالما كان مثار جدل ومحل مساومات البعض عبر وسائل الإعلام، أفرج عنه وطالبت لجنة الاستخبارات من الجميع قراءته. لقد كان الكشف عن تلك الأوراق مهماً بشكل كبير بالنسبة للمملكة، وعلى ذات الدرجة التي كان أقرباء ضحايا الاعتداء والمهتمين بهذا الموضوع تتملكهم الرغبة في الاطلاع على هذا الجزء الذي طالبت الرياض منذ وقت مبكر الكشف عنها، لإدراكها أن ليس لها ما تخفيه أو تخشاه، لقد كانت المملكة واثقة أن تلك الأوراق ستعجز عن إيجاد دليل يشير إلى تورط المملكة في هذا الاعتداء البشع. في الوقت نفسه كانت الأهمية لكشف الحقيقة هي إيقاف مسلسل بدا أنه محاولة لإحداث تشويش على صورة المملكة وإرباك العلاقات السعودية - الأميركية، ولعل جماعات الضغط المستفيدة من الإضرار بالعلاقات بين البلدين رأت في ال 28 ورقة فرصة للضغط على الرأي العام الأميركي وتعبئته في وقت يستعر التطرف والإرهاب، وفي تلك محاولة لربط هذه الظاهرة بالمملكة وهو ما وجد طريقه إلى الفشل. وعلاوة على أن التقرير لم يجد أدلة دامغة على وجود صلات بين هذا العمل الإرهابي والمملكة كانت تلك الأوراق مثقلة بالعبارات الظنية وهو ما يضعف من شكل التقرير وهشاشة مضمونه، لقد جاءت لغة البيت الأبيض حاسمة في هذا الموضوع. بالرغم من أن الموضوع كان على ما يبدو شأناً بين المملكة وأميركا إلا أن جهات إعلامية ومنظمات متعددة الهويات خارج الولاياتالمتحدة كانت تنتظر ألا يكشف هذا التقرير، لإدراكها التام ألا جديد ستقدمه تلك الأوراق، إلا أنها ستنزع عنها أداة كانت تحركها كلما أرادت في سبيل الإساءة للمملكة، ولم تكن في المقام الأول حريصة على الحادث إلا من هذه الزاوية، في حين كانت المملكة مبادرة على جميع المستويات وباعتراف الجهات الأميركية إلى التعاون مع واشنطن وغيرها في سبيل تجفيف مصادر الإرهاب وملاحقة الإرهابيين، ولم تكن الجهات الأمنية والسياسية في أميركا بحاجة إلى إثبات لإيقاف ذلك الابتزاز.