لم تكن حياة ذلك الطفل "9 سنوات" في إحدى مزارع "القوارة " بالقصيم هي الضحية الأولى التي يتعرض لها أحد المواطنين الصغار من وحشية الكلاب والمنتشرة في بعض الأحياء وللأسف الجديدة.. ليس في القرى فحسب بل في بعض "الأراضي البيضاء" كما يطلق عليها تجار العقار.. بالفعل لم تكن حالة هذا الطفل هي الفصل الأخير؛ فقبل أيام تعرض أحد المسنين في إحدى محافظاتالرياض لوحشية الكلاب. .. نهشات هذا الكلب المسعور التي أنهت حياة طفل "القوارة".. كانت موضوع نقاش بيني وبين أحد الأصدقاء المقربين إلى القلب.. يعود مسقط رأسه "للقوارة" حيث كنت "أتغشمر" معه.. كيف تدعوني لعضوية نادي "القوارة" والكلاب تنهش أطفالكم.. كانت مجرد "مداعبة" خفيفة.. وفي المساء علمت أن ذلك الطفل البريء.. كان أحد أقارب هذا الصديق فالعزاء كل العزاء لأسرة الطفل وللصديق.. ولزملاء هذا اليافع الذي ذهبت حياته ضحية إهمال من البلدية هناك، وربما تشاركها كثير من البلديات، من هنا يجب أن تأخذ هذه الحالة اهتماماً أكبر من وزير البلديات، ولعلنا نسمع قريباً عن قرارات تصدر لحماية الأحياء كل الأحياء في جميع مدن المملكة من هذه الكلاب المتوحشة التي بدأت تغتال الأبناء لتضاف إلى حوادث بعض الطرق التي هي من "أوجاع" البلديات أيضاً. بقي هنا أن أسجل التحية لرجال شرطة القصيم متابعتهم لحالة هذا الطفل والوقوف عليها.. متمنياً أن يأخذ الرائد بدر السحيباني على عاتقه مخاطبة الجهات المعنية لمعالجة مثل هذه الحالة.. والتي هي ليست الأولى. .. مرة أُخرى أعزي زميلنا الصادق.. وأعلن انسحابي من فكرة عضوية نادي القوارة الذي كان يدعو إلى عضويته كمحب لمسقط رأسه.. وكفى. مشهد آخر.. سؤال.. ربما تملك الإجابة عنه وزارة البلديات.. وهي إنشاء حدائق للحيوانات في بعض مدن المملكة كمشروع قادم كانت الوزارة تفكر فيه كمتنزهات ترويحية للمواطنين، غير أن هذا المشروع لم يرَ النور لأسباب ربما لدى الوزارة ما يبررها في حينه، ولو تحقق هذا المشروع لاستطاع أن يحمي أطفالنا من هذه الكلاب المتوحشة التي تسرح وتمرح في صحرائنا وأراضينا الممتدة.. إذ سيسهم في الحد من وجود هذه الكلاب المتوحشة.. ثم نقطة ربما من الأهمية بمكان وهي ثقافة أطفالنا عن وحشية الكلاب وغيرها من الحيوانات المفترسة.. أين مدارسنا عنها كجرعة ثقافية تعطى للطلاب، ولعله من المناسب أن أذكر هنا أن هناك فصلاً في إحدى كُتب الأديب الراحل عبدالكريم الجهيمان "رحمه الله" عن وحشية الكلاب إذ طالب تدريس مثل هذه المواد في المراحل الأولى من المدارس. رحم الله الجهيمان إذ كان له قصص وحكايات مع وحشية الكلاب وتخويف الأُمهات "الجدات" أطفالهن من الكلاب.. وبالذات عند النوم أو في الخروج من البيت في "القايلة".