قررت شركة أرامكو السعودية التراجع عن مشاركتها في مشروع مصفاة للتكرير والبتروكيماويات الذي خططت مسبقاً إقامته بالتحالف مع أكبر شركة طاقة تايلندية حكومية في فيتنام وذلك نظراً لتركيز أرامكو المنصب على مشاريع أخرى في جنوب شرق آسيا ضمن مساعي أرامكو لرفع قدرتها التكريرية العالمية. وتابعت "الرياض" تعليقات مسؤولي المصفاة التايلندية الذين أشاروا إلى خروج أرامكو من المشروع بعد أن اشترك الطرفان في تقديم دراسة جدوى مفصلة للمشروع للحكومة الفيتنامية بحجم استثمار مشترك بتكلفة 20 بليون دولار وبطاقة معالجة تبلغ 400 ألف برميل يومياً. وإزاء هذه التطورات قررت الشركة التايلندية تأجيل المضي قدما في خطط بناء المشروع إلى نهاية العام بعد قرار انسحاب أرامكو الذي وصفه الجانب التايلندي بالخسارة. وكانت الشركتان قد بحثتا إمكانية دخول شركة فيتنامية لمشاركتهما في المشروع إلا أن المباحثات لم تكلل بالنجاح، حيث وصف مسؤول في الشركة التايلندية عدم إمكانية دخول شريك فيتنامية في المشروع كان خلف قرار أرامكو في الانسحاب. وقد لجأت الشركة التايلندية لتأجيل المشروع أيضاً لعدم اليقين إزاء أسعار النفط العالمية ووضع الشركاء الفيتناميين. وعلى الرغم من انسحاب أرامكو من مشروع فيتنام، إلا أنها لاتزال أكثر حرصاً وشغفاً على الاستثمار في مشاريع ومصافي تكريرية أخرى في آسيا، كجزء من خطتها لزيادة قدرتها التكريرية العالمية إلى 8-10 مليون برميل في اليوم، من 5.4 مليون برميل يوميا حاليا. وقال خبراء تكرير في أسيا إن أرامكو بالطبع حريصة على توسيع وجودها في جنوب شرق آسيا، إلا أنها تجد مجالاً ارحب للاستثمار في صناعة التكرير في إندونيسيا بفرص أفضل من التواجد في فيتنام، وهذا ما دفع شركة أرامكو لعدم المضي قدما في فيتنام، مقابل التركيز على التواجد في إندونيسيا. وتمكنت أرامكو بالفعل في توسعة استثماراتها الخارجية في المشاركة في ملكية مصفاة "تشيلاتشاب" في إندونيسيا وتطويرها لتكرير كميات أكبر من أنواع النفط الخام المر، إضافة إلى إنتاج البتروكيميائيات الأساسية والزيوت الأساسية، وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 370 ألف برميل في اليوم الامر الذي يمكن إندونيسيا لتلبية انتعاش الطلب المتنامي على المنتجات المكررة وزيوت التشحيم الأساسية والبتروكيميائيات. ونجحت أرامكو في دفع خطاه قدما في فرض تواجدها في تحالفها في إندونيسيا بالظفر بتوقيع عقد خدمات هندسية لمشروعها المشترك هناك مع شركة اميك فوستر ويلر حيث ستتولى أرامكو التصميم الهندسي الأساسي لتحديث مصفاة "تشيلاتشاب" بتكلفة خمسة مليارات دولار، في حين تخطط أرامكو للانتهاء من تحديث المصفاة بحلول نهاية 2022. ووضعت ارامكو نصب عينها قطاع التكرير في إندونيسيا ليمثل أفضل الفرص الجاذبة للاستثمار في وقت تسعى الشركة جاهدة ليكون لها دور فاعل في تنمية قطاع التكرير الإندونيسي الذي يشهد نمواً كبيراً في الطلب على المنتجات البترولية، في الوقت الذي تعتبر أرامكو مشاركتها في تطوير أهم المصافي الإندونيسية فرصة مميزة لها لتوسعة محفظة استثماراتها في مجال التكرير والتسويق على الصعيد العالمي بما يتوافق مع استراتيجيتها بأن تصبح الشركة العالمية الأولى في مجال الطاقة والكيميائيات.