قال رئيس جنوب السودان سلفا كير امس إنه يرغب في التفاوض مع زعيم المتمردين سابقا رياك مشار لإعادة السلام إلى بلادهما بعد أن أودت الاشتباكات بين قواتهما بحياة المئات في العاصمة جوبا. وقال المتحدث الرئاسي أتيني ويك أتيني: "الآن حان وقت الدبلوماسية، الرئيس سلفا كير مستعد، هو في القصر في انتظار أي شخص يرغب في الحضور من أجل الدبلوماسية، حتى يتم إصلاح الوضع وإنقاذ السلام". وأشار المتحدث إلى أن كير ومشار، الذي عُين نائبا للرئيس في أبريل الماضي في إطار اتفاق سلام لإنهاء الصراع الأهلي بين الجانبين، تحدثا عبر الهاتف أول أمس الاثنين. ومن ناحية أخرى، شهدت جوبا حالة من الهدوء بعدما أعلن كير بشكل أحادي الجانب وقف إطلاق النار الاثنين بعد عدة أيام من الاشتباكات. وصرح مشار لإذاعة "آي راديو" بأنه أيضا أمر قواته بوقف الأعمال العدائية. وقال متحدث باسم مشار إنه لا يعلم مكان نائب الرئيس ولم يستطع التعليق. وقال أتيني إن جنود الجيش عادوا إلى ثكناتهم وأنه أعيد فتح المطار أمام الرحلات الجوية. وقال جريمياه يونج، وهو أحد العاملين في مجال المساعدات في منظمة "وورلد فيجن"، إنه لم يسمع أي تقارير عن تجدد القتال. وإن السكان بدأوا يتجرأون على الخروج، ومع ذلك "فإننا لم نقترب حتى من العودة إلى الحالة الطبيعية". وذكر شهود آخرون أن المتاجر فتحت أبوابها. وقال جندي يدعى ماوين دينج أتاك يعمل في دورية بمنطقة (جبل) ، حيث أفادت تقارير بأن الجيش هاجم مواقع لقوات مشار، إن معظم المتاجر حرقت أو نهبت. وكانت رئاسة جنوب السودان قد أعلنت الأحد الماضي أن حصيلة القتلى بلغت 270 شخصا منذ يوم الجمعة الماضي، ولكن من المعتقد الآن أن الحصيلة أكثر من ذلك. واندلع القتال بين الجيش والمتمردين يوم الخميس الماضي، ثم وقعت اشتباكات يوم الجمعة بالقرب من قصر الرئاسة. ووجهت موجة العنف الأحدث ضربة لآمال السلام التي نسجت بعد أن وقع كير ومشار اتفاق سلام في أغسطس 2015 وشكلا حكومة وحدة وطنية في أبريل. وكان النزاع على السلطة بين كير ومشار قد وصل إلى حد الصراع المسلح في ديسمبر 2013 ، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني نسمة. في هذه الأثناء أقر وزراء خارجية دول شرق أفريقيا "إيغاد" في ختام اجتماعهم في نيروبي توسيع مهام قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان وزيادة عددها لتكون قوة أممية للتدخل. وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية أن اجتماع "إيغاد" أقر الوقف الفوري لاطلاق النار، وفتح مطار جوبا أمام حركة المسافرين، وعودة كل القوات المتحاربة الى الثكنات العسكرية فورا، وفتح الممرات الإنسانية لمرور الإغاثة. وطبقا لبيان الوزارة فإن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية "إيغاد" دعا إلى مراجعة ميثاق قوات الأممالمتحدة المنتشرة بجنوب السودان "لتصبح قوة أممية للتدخل وزيادة عددها". وينتشر نحو 10 آلاف جندي أممي في البلاد. واتفق الاجتماع على القبض على المتسببين في خرق القانون ومحاسبتهم، والتطبيق الفوري لاتفاق الترتيبات الأمنية الذي اتفق عليه وفق آلية "إيغاد". وشارك في الاجتماع الطارئ إلى جانب وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور كل من وزراء خارجية كينيا، أثيوبيا، أوغندا، الصومال، نائب وزير خارجية جنوب السودان، سفيرة جيبوتي بنيروبي ورئيس آلية المراقبة لسلام جنوب السودان، الى جانب ممثل الترويكا السفير الأميركي بنيروبي وسفير الاتحاد الأوروبي بنيروبي. وأدان الاجتماع مسلك العنف ودعا لضبط النفس وتحكيم العقل والعمل على تطبيق اتفاقية السلام، وتعهد وزراء خارجية "إيقاد" ببذل الجهود للتوسط بين طرفي النزاع والعمل لإحلال السلام والاستقرار بدولة الجنوب. الى ذلك اعلنت الاممالمتحدة أمس الثلاثاء ان المعارك التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان بين القوات الموالية للرئيس والمتمردين السابقين منذ الجمعة أدت الى تشريد 36 الف شخص. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة فانيسا هوغينين ان "المعارك الاخيرة منذ الجمعة شردت 36 الف شخص"، موضحة ان هذا العدد مرشح للارتفاع لان الوضع غير مستقر بعد.