لم يتمكن أحد ممن قابلتهم ليلة ال 29 من رمضان من اخفاء معالم حزنه أو تأثره من ذلك الفعل الإجرامي الذي استهدف المدينةالمنورة، طيبة الطيبة مهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي طال الجنود الساهرين على حماية أمن الوطن وقد كانوا يستعدون لفطورهم بعد أن أدوا واجبهم الأمني في خدمة زوار الحرم المدني، إلا أنهم لاقوا وجه ربهم شهداء بإذن الله وهم في مواجهة مع الإرهابي الذي كان ينوي استهداف المصلين الآمنين داخل الحرم، فلم يراع حرمة المكان ولا حرمة الزمان "المدينة ورمضان" ولم يعلم بما قاله الرسول صل الله عليه وسلم: "ولا يريد أحدٌ أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء" قلت في تعليقي بعيد الجريمة: لعل حقيقة داعش تتضح لمن لديه أدنى تعاطف أو شك في أن هذه الجماعة خارجة على الدين الصحيح الذي نعرفه دين السلام والرحمة، فقتلهم كان لبني قومهم وبدماء باردة، وبأسلوب فيه من الخسة والغدر والخيانة وهي صفة الخوارج، إلا أن ما يهمنا اليوم هو "أمن بلدنا" وبخاصة وقد انكشفت أقنعة هؤلاء الإرهابيين الدواعش، والذي لا يساورني أدنى شك في أن هناك جهات دولية ومنظمات إرهابية، تقف خلف هذه الجماعة وتستفيد من جهل عناصرها بالدين، خاصة وقد وصلهم جرمهم بعد 37 سنة من جريمة أسلافهم الأولين في الحرم المكي إلى الحرم المدني، واظهرت أحداث الصراع في العراق وسورية بأنهم لا يستهدفون إلا بني جلدتهم، ولم نسمع يوما أن داعش استهدفت الصهاينة أو الأعداء الحقيقيين لأمتنا المسلمة، ولعله قد اتضحت الصورة أكثر، بوقوفهم ضد قوى المعارضة لنظام بشار في صف النظام، وزاد اليقين بضلالة مواقفهم بشكل لا لبس فيه أنهم ليسوا سوى أدوات يوظفهم من يقف خلفهم لزعزعة أمن بلدان الخليج؛ فالتصريح لوزير خارجية العراق الذي قال صراحة فيه "نحن في الحكومة ننفتح على داعش!!" خير شاهد على أن هناك من لا يهتم بأمر أمننا، فلنتحمل نحن مسؤوليتنا تجاه بلدنا، فهناك خلايا كشفت في الكويت، والإمارات، وبلادنا كما نعلم تعمل دون كلل في مواجهات استباقية مع إرهابهم الذي استهدف الآمنين في المساجد، والجنود الذين يحمون الوطن، ولذلك فإن الأهم اليوم هو الوقوف في صف واحد مع قادتنا من أجل "استقرار بلادنا وأمنها" فبلادنا مستهدفة لزعزعة أمنها، ومستهدفة لجر أبنائها لمناطق الصراع لاستنفاد طاقتهم هناك، أو تحويلهم إلى قنابل موقوتة داخل بلادنا، بل داخل منازلنا كما حدث مؤخرا في جريمة الحمراء بالرياض، ومسؤولية حمايتهم هي مهمة الجميع بداية بالأسرة التي عليها أن ترعى تربية أبنائها، وأن يكون لدينا كما كتبت سابقا "مراكز بحثية" تكون معينة في البحث عن أسباب انجرار هؤلاء الشباب في صف داعش، رغم أن منهجها الديني قائم على أفهام خاطئة للدين، فلا يمكن أن يكون لديها أي مسوغ ديني ليقوم الداعشي بقتل أبيه أو أمه أو شقيقه، أو يقوم بقتل رجال الأمن في بلده الذين وكلت بهم حماية الوطن، وكذلك تسهم في تقديم حلول ناجحة للقضاء على الفكر التكفيري الذي قد يدخل مجتمعنا -لا قدر الله - في صراعات داخلية لا طائل منها حمى الله بلدنا من كل شر.