هل الشعب العربي شعب جاهز للديمقراطية وهل هو مدرب على التعامل معها؟ هل هناك أمل في التطور والقضاء أو التخفيف من تخلفنا الحضاري والإنساني؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد لنا من التطرق لمفهوم الديمقراطية الحديثة ونرى هل ممكن تطبيقها أم لا؟ الديمقراطية الحديثة هي: نظام ينظم العلاقات والمسؤوليات ويوحد التوازن ويضمن الحريات للجميع على حد سواء، ومن أهم ما يحدده النظام الديمقراطي هو الاهتمام بالفرد.. تدريسه.. تربيته.. تدريبه.. على ماذا؟ على طرق الحوار وفن الاتصال وحسن السلوك والتصرف مع الجماعات وتعلم آداب واتيكيت النقاش وأن يكون فعالا.. ومشاركا في إحداث التغيير والإصلاح والتقدم بأسلوب راق وحضاري.. وقبل كل شيء أن يكون معترف به كإنسان.. ولعل أهم ما يتعارض مع هذا النظام هي الفوضى العارمة والموجودة في واقعنا العربي.. رغم وجود العديد من الأفكار والمفكرين والإبداع والمبدعين.. كما أن الازدهار الاقتصادي والنهوض الاجتماعي الذي نبحث عنه ونطمع فيه لا يتحقق إلا ببناء الفرد..العضو المهم في المجتمع.. ولبناء هذا الفرد نحن بحاجة الى إصلاح النظام التعليمي، وإصلاح النظام التدريبي. والأهم الابتعاد عن الفوضى والسطحية. ولتحقيق هذا كله نحتاج الى.. الأيادي البيضاء.. فلنبحث عن هذه الأيادي..!! أعتقد أننا فعلا لسنا جاهزين بعد.. لكننا لسنا عاجزين على أن نصنع أمة.. ولكن هذا واقعنا نتكلم فقط..