دعا وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية أحمد المنصور الشباب السعودي إلى الرضا بالعمل في المنشآت الصغيرة أو في مهن بسيطة قائلاً أن الأعمال البسيطة ليست عيباً، بل العيب البقاء دون عمل فيما تزخر أسواقنا وحرفنا بالعمالة الأجنبية. وأكد المنصور في حوار مع «الرياض» أن هناك العديد من المخالفات في السعودة في بعض المنشآت محملاً المسئولية على السعوديين الذين يساعدون الأجانب في السعودة الوهمية والتي هي مخالفة اجتماعية علاوة على أنها مخالفة للأنظمة. كما أعلن وكيل وزارة العمل المنصور أن الاستقدام سينخفض أكثر من (100) ألف عامل هذا العام حسب المؤشرات الأولية راجياً من الشباب السعودي العاطل عن العمل تسجيل أسمائهم لحصرهم وتدريبهم ومحاولة إيجاد الوظائف الملائمة لهم حسب قدراتهم ومؤهلاتهم. نص الحوار ٭ «الرياض»: تبدأ وزارة العمل خلال أيام حملة لحصر طالبي العمل وتوظيف السعوديين، ما هي الآلية التي تعتمد عليها هذه الحملة؟ - المنصور: هذه الحملة أطلقتها وزارة العمل بالتعاون مع مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني وصندوق تنمية الموارد البشرية، وسوف يتم خلالها حصر طالبي العمل ومقابلتهم بواسطة مختصين ومعرفة كفاءتهم وتخصصاتهم، وبناء على هذه المقابلة ستحدد الإمكانيات والوظائف بمناطق المملكة بحيث يتم توظيف الشباب في أقرب مكان لسكناه. ٭ «الرياض»: ألا ترى أن هذه الخطة مجرد تسويف أو إطالة لموضوع التوظيف؟ - المنصور: لا، والسبب هو أن الحملة جادة في هذا الموضوع أيضاً، فهذه الحملة هي حل لمشكلة تواجه مكاتب العمل، حيث يتقدم أغلب الشباب لمكاتب العمل ويتقدمون لوظائف ثم لا يعودون للمراجعة أو تكون مؤهلاتهم متوسطة أو لا تتوافق مع الوظائف المتاحة وخصوصاً التخصصات النظرية، فمتى ما تم حصرهم وتدريبهم على برامج تدريبية مدروسة تم حل هذه المشكلة وتوظيفهم بإذن الله. ٭ «الرياض»: وما هي الوظائف المتاحة؟ وهل ستلقون التجاوب المناسب من المنشآت؟ - المنصور: فرص العمل موجودة، فالمملكة فيها أكثر من (6) ملايين وافد وطلبات الاستقدام ما زالت مستمرة، فمثلاً وظائف ميكانيكيين لو وجد سعوديون يتقدمون لها لما رضينا بالاستقدام عليها. وأيضاً التدريب سيتم على حرف معينة بعد معرفة مهارات الطلبة، ونحن ندعو كل الشباب العاطلين عن العمل عبر جريدة «الرياض» الذين ليس لهم عمل أن يسجلوا في البرنامج وعلى الشاب السعودي الباحث عن عمل أن يرضى بالعمل الشريف والبداية البسيطة وأن يتمسك بعمله فأكبر رجالات الأعمال بدأوا بدايات بسيطة والعمل الناجح يتطلب الجهد والصبر والاستمرار. ٭ «الرياض»: ولكن الشباب يشتكون دائماً من تعنت الأجانب في الشركات والرؤساء الذين ينظرون إليهم نظرة دونية؟ - المنصور: العملية تحتاج لصبر فالمنافسة موجودة من الموظفين الأجانب لأن السعودي سيأخذ مكانه ووظيفته، أما صاحب العمل فإنه يبحث عن الموظف الجيد ومتى ما رأى في الشاب السعودي الإنتاجية المرضية ستختلف نظرته ورؤيته للقضية. وربما أضرب مثالاً بأحد كبار رجال الأعمال الذي ذكر بأنه عمل أكثر من سنة عند شخص ولم يسأله كم راتبي ومتى ستصرفه وها هو الآن لديه شركات تفوق بكثير شركات رئيسه السابق. ٭ «الرياض»: هل مازال الشاب السعودي يعزف عن بعض المهن الشريفة؟ - المنصور: ربما توجد حالات، ولكن لدينا سعوديون يقبلون على مختلف المهن، فهناك شباب يعملون ميكانيكيين - سباكين في شركات صغيرة وطباخين في المطاعم والفنادق ويعملون على حلابات البقر والجزارة، ونحن نفتخر بهؤلاء الشباب الذين جعلوا أنفسهم مثالاً للشباب السعودي المنافس والمنتج. كما أن الوزارة بصدد عمل حملة توعية إعلامية وخاصة تلفزيونية لحث الشباب على التدريب ومنافسة الأجانب في سوق العمل وإنني أتوجه بكلمات صريحة للشاب السعودي وأرجو منه أن يعلم أن وجوده دون عمل هو تدمير لشخصيته، وعندما يعمل بدخل بسيط فهو بداية على الطريق ومتى ما التزم وتعامل بطريقة صحيحة فسينجح بإذن الله. وكثير من الناس عملوا أعمالا بسيطة ولم يعبهم ذلك. فالعيب ليس في العمل البسيط، وإنما العيب البقاء دون عمل وأغلب العمالة تأتي بدون رأس مال وبدون حتى شهادة وأشهر قليلة فقط وإذا به يجمع آلاف الريالات من أسواقنا. ٭ «الرياض»: فيما يخص سعودة بعض المهن، ما زال هناك تلاعب في هذه السعودة؟ ما أسباب ذلك؟ - المنصور: نعم هناك تلاعب في بعض المحلات وخاصة البقالات الصغيرة ،حينما يوجد سعودي يعمل فقط أمام الجهات الرسمية والمالك الحقيقي أحد العمالة الأجنبية. وهذه مخالفة اجتماعية ومخالفة نظامية والذي يتحمل المسئولية في المقام الأول هو هذا المواطن الذي يحصل على أجر بسيط من العامل فيما هو يحتال على وطنه ومواطنيه. ٭ «الرياض»: قبل أن أستقدم العمالة الفردية سينخفض هذا العامل والعمالة كافة؟ هل وضحت أي احصائيات حول ذلك؟ - المنصور: سبق وأن أعلن وزير العمل أنه يرغب في تخفيض الاستقدام بما لا يقل عن (100) ألف هذا العام وسيتحقق هذا العام فخلال الأشهر العشرة الماضية صدرت (360) ألف تأشيرة عمل فيما كان المعدل السابق (600) ألف تأشيرة ونأمل أن ينخفض أكثر من (100) ألف عامل.