زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أدت الى طفرة كبيرة في العلاقات الاقتصادية بين الهند والمملكة. فقد فتحت هذه الزيارة الباب على مصراعيه لاستثمار شركات البلدين في البلد الآخر وإبرام شراكات في مختaلف المجالات وذلك بالتوقيع على معاهدتَي منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات. وخلال الزيارة الميمونة نفسها عقدت الشركات الهندية والسعودية ست مذكرات تفاهم لإنشاء مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والخدمات المالية والرعاية الصحية. فقد وقعت شركة «إنجينييرز إنديا» - وهي شركة هندية حكومية - على مذكرة تفاهم مع شركة المنار للطاقة لتقديم الخدمات الاستشارية في مجالات النفط والغاز. ووقعت شركة نفط حكومة ولاية كوجرات على مذكرة تفاهم مع شركة «إف.إيه.إس.سعودي القابضة» لاستكشاف النفط والغاز في المملكة العربية السعودية. ووقعت مجموعة بترجي للصناعات - والتي تتخذ من مدينة جدة مقرا لها - على اتفاقية مع شركة اواستاغن (بانغلور) لبحث إمكانات تطوير الأدوية الأحيائية كما وقعت الشركة نفسها على اتفاقية أخرى مع مجلس السياحة الطبية بولاية ماهراشترا التابعة لاتحاد الغرف التجارية والصناعية الهندية (فيكي) لتنشيط السياحة العلاجية. وعقدت شركة الأسواق الرأسمالية التابعة لستيت بانك أوف إنديا عقدا مع شركة المنار للاستثمار المالي بغرض إنشاء بنك استثمارات في المملكة. وقررت شركة «ريلايانس» كبرى شركات القطاع الخاص الهندي استثمار 8 مليارات دولار في قطاع النفط السعودي. وهذا سيكون أكبر استثمار هندي حتى الآن في المملكة العربية السعودية. ولم تكشف الشركة الهندية النقاب عن تفاصيل خطتها إلا أنها قالت ان الاستثمار سيكون في قطاع استكشاف النفط والمصافي. وسيلتقي وزير النفط السعودي علي النعيمي مع مسئولي شركة ريلايانس خلال زيارته الحالية للاتفاق على تفاصيل استثمار الشركة الهندية في المملكة. وقد دعت الهند شركة ارامكو السعودية للاستثمار في ثلاث مصافي نفط هندية واقعة في مدن (بهاتيندا) و(بينا) و(باراديب). وهناك تفكير لدعوة شركة أرامكو للمشاركة في مصفاتين أخريين تقعان في مدينتي (كاكينادا) و(بارمير). ومن جهته، وجه رئيس وزراء الهند مان موهان سينغ دعوة لمجتمع رجال الأعمال السعودي للاستثمار في الهند وخصوصا في مجالات الطاقة والاتصالات والطرق والموانئ والإسكان وبكلمة أخرى دعاهم الى الاستثمار في البنية التحتية الهندية. وقال رئيس الوزراء : «إن الهند تحتاج الى استثمار نحو 100 مليار دولار في قطاع الطاقة والاتصالات وحدها خلال السنوات الخمس المقبلة والى استثمار 55 مليار دولار أخرى لتحديث البنية التحتية للنقل والمواصلات. ونحن ندعو الشركات السعودية أن تستفيد من هذه الإمكانات وأن تدخل في مشاريع مشتركة مع نظيراتها الهندية». والجدير بالذكر أنه حتى قبل زيارة خادم الحرمين الشريفين الحالية للهند وجدت 106 مشاريع مشتركة باستثمار 445 مليون دولار بين الشركات الهندية والسعودية كما تعمل 82 شركة هندية حاليا في المملكة على حدة أو من خلال المشاركة مع شركات سعودية. وقد قررت شركة الزامل السعودية قبل أيام إنشاء مصنع للصلب في ولاية ماهاراشترا بتكلفة 20 مليون دولار لإنشاء قوالب البنايات الجاهزة. وسيكون هذا المصنع جاهزا في نهاية العام الميلادي الحالي. وتوقعت مصادر في الخارجية الهندية أن يصدر إعلان مشترك في نهاية زيارة الملك عبدالله للهند والتي ستنتهي مساء اليوم - الجمعة - ما يعني التقاء في مواقف الطرفين. وتريد الهند أن تكون هناك لقاءات دورية بين وزيرَي خارجية البلدين للتنسيق في المواقف وتبادل الآراء حول القضايا التي تهم الجانبين