في شهر يناير من كل عام وتحديداً في السادس والعشرين منه يحتفل الهنود بيوم عيدهم الوطني. وقبل ان تشرق شمس أمس الخميس على العاصمة الهندية الصاخبة الذي يشقها نهر (يامونا) من شمالها إلى جنوبها، أحيا قرابة نصف مليون هندي مراسم احتفال العيد ال57 لجمهورية الهند. فيوم أمس سطر أهل بلاد السند والهند.. ملحمة وطنية، فعند بوابة الهند بقلب نيودلهي اصطف الجميع غير آبهين بشدة البرد القارس الذي يضرب هذه الأيام بلادهم.. فمنذ الصباح الباكر.. الجميع دون تحديد جنس ذكراً كان أم أنثى.. شيخاً كان أم طفلاً.. الجميع دون استثناء قد لبى نداء الوطن.. وفي هذا اليوم تجلى المواطن الهندي يسهو فخراً واعتزازاً بانتمائه لأمته الهندية.. تاركاً كل الفروقات والتجاذبات والتباينات الثقافية والعرقية والدينية وراءه.. وحمل فقط هم الوطن والتفكير في بناء مستقبله. وقديصعب على دول صغيرة حجماً وسكاناً ان يحقق نجاحاً ملحوظاً في مسألة التعايش السلمي فيما بينها بالرغم من الانتماء العرقي والثقافي والديني الواحد، إلا ان الهند يوم أمس في عيدها الوطني استطاعت ان تتجاوز الاختلافات فيما بينها لتقدم درساً وطنياً في اعتقادي يجب أن يحتذى به فانصهرت عدة حضارات وديانات تعيش في شبه القارة الهندية في بوتقة الوطن. لا فرق بين الهندوس والمسلمين والسيخ والمسيحيين الجميع.. حمل هوية الوطن فقط.. شعارهم فلتحيا الهند!!