من المعروف ان الإعلام وفي ظل التطور المذهل بوسائله المختلفة أصبح عاملاً مؤثراً في وعي الشعوب إن لم يكن هو محركها وموجهها، ويلاحظ في الآونة الأخيرة اننا نحن العرب نسعى وبأيدينا إلى هدم قيمنا وأخلاقنا من خلال تفعيل فكر يهودي صهيوني مسموم لأذهاننا لأنه يسعى بكل خبث إلى إفساد عقول شباب وشابات هذه الأمة من خلال وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها. استار أكاديمي هي واحدة من محاولاتهم القذرة إلى إعادة أو بناء شرق أوسط جديد كما يزعمون بغية نشر الديمقراطية الغربية وفق أهوائهم ومصالحهم وهم بعيدون كل البعد عن النزاهة والمصداقية في تعاملهم وهذا عبث في مقدرات الشعوب وخاصة الفكرية منها، ان لم تكن هي اسلوباً ديكتاتورياً مسلطاً، أعود لستار أكاديمي وان جاز لي ان اسميه اكاديمية الانحلال.. لما يظهر فيه من خواء فكري وعقدي وانحلال أخلاقي يتضح من خلال الاسفاف بمفرداته وطريقة عرضه، فهو يبث السم في الأجساد والعقول حتى يكون شباب وشابات هذه الأمة وتحديدا مجتمعنا المحافظ معدومي الفكر ومتسمين بغرائز شهوانية وبالتالي سيتحولون إلى دمى متحركة تسيرها تلك الغرائز فيصبحون بلا هدف ولا هوية ولا رؤية لمستقبلهم، اذاً هو صراع بين العقل والغريزة وبذا هم بهذه الطريقة يقومون باشباع الغريزة على المصلحة الشخصية وحتى الوطنية. إن أكثر ما آلمني حتى وصل بي الأمر إلى الحيرة والقلق على مستقبل أجيالنا وهو مظلم إن هو ظل وفق هذا التوجه أقول ان هؤلاء الأطفال - تحديدا - الأبرياء الذين تسممت أذهانهم بهذا العفن الإعلامي وفي دورة البرنامج الأولى قبل سنتين ذُكر لي ان تلميذا في المرحلة الابتدائية يرفع يده - ليجيب - وبصوت عال ستار.. ستار.. ستار بهذا هو يقصد أستاذ هذا ما وصل به حال هذا الطفل، وغيره كثير وهذا طبع في سمات الطفل في هذه المرحلة كونه مقلداً لما يرى ويسمع فيخلط بين الأب ومعلمه في المناداة بالاسم، لا ضير في ذلك لكن ان يتأثر ذهنه لهذه الدرجة بهذا البرنامج الساقط فهذا ما نخشاها عليه أو يكبر وتكبر معه افكار مشوشة ومسمومة في ذهنه - قد ترى - عزيزي القارئ.. انني متشائم، أقول: نعم لأننا في زمن صعب جدا أصبح لا قيمة للعملية التربوية والتعليمية وحتى الأسرية تجاه تلك السلوكيات وخوفي على ألا تبذل تلك الزهور اليانعة ونفقدها لأنها لا زالت في روض جميل وخصب، ترابه أسس قويمة من الأخلاق والأدب نغرسها مع اطلالة شمس يوم جديد فتأتي في المساء أوحال الفضائيات القذرة فتطمسها وتغذيها بالقاذورات المقززة وهذا يعطينا دلالات على أن هناك تضاداً بين التربية والاعلام لأن المتعة قدمت على المصلحة، روي لي ايضا ان هناك تلميذات صغاراً في المرحلة الابتدائية وفي أثناء الفسحة وبدلا من ان يرددن انشودة للوطن أو الأم أو الأب فهن - للأسف - يرددن .. أوووه أووه اووه.. فهذه مفردات ذلك البرنامج الذي يعلم الجرأة والتفسخ للبنت مع الشاب، هذا ما حدث لصغار في المرحلة الابتدائية فما بالك في المراحل العليا من التعليم العام والجامعي فاعتقد ان المصيبة أعظم انه وحل غاصت به أقدام الصغار قبل فكرهم فأصبحوا متسمرين امام شاشات التلفزيون ليروا مناظر قبيحة فيها قبلات واحتضان ومجون وألفاظ بذيئة هابطة وللأسف ان هذه القناة هي من أموال عربية، واكاد أجزم أن هذا البرنامج ونمطه قد لا يوجد حتى في القنوات الفضائية الغربية. حينما كنا صغارا كنا نخاف السلاح والحروب والتشرد ولكن يبدو حين كبرنا وكبرت آمالنا وطموحاتنا أصبحت تلك لا تخيفنا بقدر الخوف الذي نشعر به في زمننا هذا وهي الحرب الفكرية لأن فيها اهدافا خبيثة لنزع القيم الأخلاقية من أنفسنا وضمائرنا حتى لا نستطيع ان نفهم واقعنا وهذا يؤدي إلى تفكك المجتمعات وعلى أثره ستنهار الأمم لأن جسدها وقد انسلخ منه العفاف والطهارة وأسقطت من ذاتها القيم الأخلاقية والدينية وهذا ما كان يهدف إليه الغزو الفكري والذي يقود إلى العبث في الحياة الجميلة لينعكس اثره ليكون مرضا نفسيا واجتماعيا في ضوئه قد نصل إلى مأزق ضيق يبحث الانسان عن نفسه في دوامة الصراعات النفسية خارج افق الواقع ويؤدي ذلك إلى أن يصبح العقل بدون قيم ومبادئ أصيلة في النفس وللأسف هناك أناس يعتقدون ان هذه واحدة من أساليب التخلص من قيم المجتمع المتخلفة!! فهل يريدون العبث في تاريخنا المجيد؟ ام بتشويه حاضرنا الوليد، وعليه اتساءل هل سيصنعون مستقبلا بسفاسف حضارة الغرب المادية المنحطة المنزوعة منها القيم الأخلاقية؟ وقد يرى البعض انها قنوات فضائية تجارية تهدف إلى الربح المادي بغض النظر عن ماذا تقدم!! ولكني اعتقد انها قنوات موجهة ومدعومة بفكر غربي وتدعمها وتديرها ايدٍ عربية لهدم صروح العز والكرامة وقتل القيم والأخلاق حتى نصبح - للأسف - مجتمعاً بلا هوية ومسير كالشياه وفق ما رسم له من خطوط تقوده إلى شهواته وغرائزه حتى أنه قد يغرق في قذارات حضارتهم المزيفة وبالتالي تتحطم أعمدة هذه الأمة والتي هي خير أمة أخرجت للناس تحمل رسالة عظيمة في عمارة الأرض وليس هدمها على رؤوسنا. وأسفي على من يضربون كفاً بكف ويتأففون ويقفون مكتوفي الأيدي فضلا على خرس ألسنتهم وهم لا يعرفون ماذا يفعلون تجاه هذا الانزلاق الخطير وخاصة الأسرة التي تتسمر جميعها بقيادة الأب والأم لمشاهدة تلك القناة وما يزيد الأمر سوءا ان استطلاعاً أجري اثبت أن 80٪ من المجتمعات العربية يشاهدون هذا البرنامج والأغلبية العظمى منهم يرى فيه خطأ وانه غير مفيد، وما زاد اعجابي رأي قاله الاستاذ محمد العوضي على قناة الجزيرة ان هناك أناساً أو أشخاصاً يحاكمون بأنهم مجرمو حرب اذا فيفترض ان يتم انشاء محاكم لمجرمي الإعلام. هذا ما كنت قد كتبته قبل عامين حين بدأ بث البرنامج ولكنه لم ير النور الا عبر هذه الصفحة وأسجل اعجابي الكبير بالاتصالات السعودية التي حجبت الاتصال بالبرنامج للتصويت للمشاركين فيه حتى ولو وجد فيه دمى وطنية كوسيلة لجلب مزيد من المال وهي عادة سنها معدو البرنامج بادخال شباب سعودين في كل دورة للبرنامج خلال السنوات الماضية وبذا هم يريدون ان يكملوا هذا الانسلاخ بسلب مزيد من الأموال من جيوب الغلابة، وفي هذه السنة عملوا على إلحاق فتاتين سعوديتين في البرنامج وفي آخر اللحظات اضطر ابواهما الى سحبهما نتيجة ضغوط اجتماعية، عليه يجب أن ندرك ان هدفهم في غاية الخبث وخاصة تجاه المجتمعات المحافظة. هي دعوة لكل المسؤولين على رأسهم رجال الدين والتربية ورجال الفكر والاجتماع بأن يقفوا صفا واحدا تجاه هذه البرامج الهابطة ليوضحوا اخطارها واهدافها السيئة المبطنة حتى نحافظ على سلامة اعمدة بناء مجتمعنا وهم شباب وشابات هذا المجتمع حتى يظل البناء قويا وصلبا ومتماسكا لا تؤثر فيه موجات عاتية قد تنسف أركانه بالكامل فتنهار الأمة وعندئذ فلا حياة شريفة هانئة.