تشعر غالبية النساء بما يسمى الام الحيض وهي كناية عن مغص خفيف في اسفل البطن يرافقه شعور بالتوعك والانحطاط العام ولكنها لا تعوق نشاط المرأة وقيامها باعمالها كالمعتاد داخل المنزل وخارجه. وتضطر 10٪ فقط من النساء المكوث في البيت في الفراش والانقطاع عن القيام باي نشاط ليوم او ليومين خلال الدورة الشهرية، تبدأ الام الحيض غالباً قبل بدء الدورة بساعات او بايام وتزول بانتهاء الحيض يظهر الالم على شكل تشنجات وتقلصات في منطقة الرحم بما يشبه المغص، يرافقها احياناً صداع كامل او صداع نصفي وشعور بالتعب والانحطاط العام وهبوط في الحالة النفسية الى درجة الاكتئاب وفي بعض الاحيان يشتد الالم الى الظهر والساقين فتشعر الفتاة بميل الى الغثيان والتقيؤ ورغبة في الاستلقاء وعدم الحركة. هذه الاعراض تخف تدريجياً وتزول مع تدفق الدم علماً ان نزول الدم نفسه يكون في البداية عسيراً فيسيل قطرة قطره ويتحول الى سائل وردي اللون ثم يصبح غزيراً. عند البعض الاخر من النساء يتحول الدم الى قطع نسيجية من بطانة الرحم المنهارة تنزل بصعوبة بعد الشعور بمغص شديد والام شديدة. وتعرف الفتيات بحكم العادة والتكرار ان الحيض قد قارب اوانه وانهن شارفن على مرحلة التوعك وذلك من خلال التبدل في مزاجهن والام الثديين وتضخمهما والثقل في العينين وانتفاخ البطن والارتخاء العام وعدم التركيز. الاسباب المعروفة لالآم الحيض يجمع الاطباء اليوم على الاسباب التالية لالام الحيض الشهرية التي تصيب الفتيات وقسم من النساء على حد سواء وهي: 1) عامل البروستاجلاندين (prostaglandin) الذي يأتي حسب ما توصلت اليه الابحاث الطبية الحديثة في مقدمة التفسيرات لما يحدث عند الفتاة عندما تعاني من الام الحيض وهذا يجدر التوقف عنده فقد اكتشف البروفسور «بيكلز» في الحقبة الاخيرة عاملاً رئيسياً قد يكون فتحاً جديداً في عالم الطب النسائي يقف وراء الام الحيض وهو وجود مادة البروستاجلاندين بنسبة عالية في بطانة الرحم ودم الحيض وهي مادة طبيعية تعرف كيمائياً بالاحماض الدهنية غير المشبعة تسبب تقلصات وانقباضات من عضلات الرحم حصراً شبيهة بالام الحيض وهذا ما دفع العلماء الى استباط هذه المادة واستخدامها في تحريض طلق الولادة قبل الاوان. كما تم التوصل الى اكتشاف ثان، فقد اظهر ان الادوية المضادة للالتهابات وداء الروماتيزم تمنع تكون البروستاجلاندين في الجسم ويأتي في مقدمة هذه الادوية مستحضر الايبوبروفين الذي يستخدم في بعض الحالات عسر الطمث. 2) اسباب عضوية وتشويه تكويني في الرحم وانحرافه عن وضعه وانقلابه الى الخلف او الى الامام بشدة مما يحول دون خروج دم الحيض بسهولة ويسبب التشنجات المؤلمة. 3) في حالات عدم البلوغ الجنسي عند الفتاة، حيث يتعسر نزول الحيض فيكون رحمها صغيراً وعنق الرحم صلباً قليل التمدد والتقلص وتكون الياف الرحم صلبة، فيصعب على الدم اجتياز قناة عنق الرحم الى الخارج مما يولد الاماً تشنجية وحالات شبيهة بحالات الام الطلق. 4) بعض حالات تعسر الطمث عند الفتيات سببها التوتر العصبي او شدة الحساسية واوضاع نفسية غير مريحة مما يترك اثره على وظيفة الجهاز العصبي النباتي ويزيد الوضع تازماً التربية الجنسية الخاطئة المرتكزة على فهم مغلوط ومعكوس للوظائف التناسلية. 5) الخوف المستمر والشعور الدائم بان فترة الحيض هي فترة نجسة او غير طاهرة يرافقها بالضرورة انحراف في المزاج يزيد من حدة التوترات والالام. 6) البيئة المتشددة والجهل وعدم المعرفة بالامور الجنسية قد تكون سبباً في تعقيد الامور مما يولد لدى الفتاة لا شعورياً احساسات غير واقعية وعوارض مضخمة لا تتطابق مع واقع الالم فيتحول الالم البسيط الى وهم كبير ومرض حقيقي. 7) قد تكون الام الحيض شديدة جداً تستوجب المرأة الذهاب الى المستشفى وذلك من اجل اخذ مسكنات وفي الغالب يكون السبب وراء هذه المشكلة دور نفسي بحت وفي بعض الحالات يكون السبب وجود بعض الامراض في الحوض مثل التهابات الحوض الحادة والمزمنة وكذلك حالات البطانة المهاجرة المعروفة (بالاندومتريوسيس).