بعد مفاوضات استمرت شهوراً بين الجزائروروسيا، وقع البلدان مؤخرا على عقد يقضي بتزويد الجزائر ب 70 طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29»، وبتكلفة تقدر ب 1,5 مليار دولار، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة نقلاً عن وكالة «الانترفاكس» الروسية. وحسب ذات المصادر فان المصنع الروسي سيسلم هذه الطائرات المقاتلة على دفعات خلال السنوات القادمة، ويرجح خبراء عسكريون ان يكون ذلك خلال سنة 2008. كما أن دفع ثمن هذه الصفقة سيأخذ بعين الاعتبار تعويض ديون الجزائر لدى روسيا. وأضافت الوكالة الروسية ان الدفع سيتم عبر تحويل مباشر للمبلغ إلى الأرصدة الروسية، من دون ان توضح فيما إذا كان الأمر يتعلق بالديون العسكرية أو بالديون الجزائرية تجاه موسكو والمقدرة ب 4 مليارات دولار. وكانت الجزائر قد اشترطت السنة الماضية شراءها لمعدات وتجهيزات عسكرية روسية بمحو ديونها المترتبة من أيام الاتحاد السوفيتي. ويأتي إبرام هذه الصفقة قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الجزائر مطلع شهر فبراير القادم، كما تعتبر الأولى من نوعها من حيث أهميتها منذ التوقيع على معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، أثناء زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى موسكو في ابريل 2001، كما يأتي إبرام هذه الصفقة الضخمة في الوقت الذي أعلن فيه «فلاديمير فيبريازكين» المدير العام بالنيابة المكلف بالتسويق والمبيعات في مركب «ميغ 29»، في نوفمبر الماضي، ان الجزائر ستستلم دفعة أولى من طائرات ميغ 29 المطاردة المتطورة ابتداء من نهاية 2005. وتم الانتهاء من إبرام هذا العقد بعد شهور طويلة استغرقتها المفاوضات حول الصفقة بين الجزائروموسكو، وقد اشترط اللواء قايد صالح غداة تسلمه لمنصبه كرئيس لأركان الجيش الجزائري إعادة التفاوض بخصوص كل صفقات الأسلحة التي تمت في عهد الفريق محمد العماري الرئيس السابق لأركان الجيش، مع الأخذ في الاعتبار مسألة ديون الجزائر لدى موسكو. وبهذه الصفقة ستصبح الجزائر أول مستورد أجنبي لطائرات الميغ، قبل الهند التي اشترت مؤخرا 16 طائرة من طراز ميغ 29، كما استلمت الجزائر أيضا قبل نهاية 2005 ما بين 12 إلى 18 طائرة مقنبلة من طراز «سوخوي 30 أم ك». وتعتبر طلبية طائرات «السوخوي 30 أم ك» الصفقة الثانية التي تبرمها الجزائر مع المصنع الروسي، بعد ان استلمت القوات الجوية الجزائرية 22 مقنبلة تكتيكية من طراز «أس يو 24»، وبتكلفة تقدر ب 120 مليون دولار. في سياق متصل، أوردت وكالة الأنباء الروسية مؤخرا، ان الغواصات الجزائرية ذات المحركات «دييزل الكهربائي» سيتم تحديثها وعصرنتها في القاعدة البحرية ب«سان بيترسبورغ»، وقد استلمت الجزائر هذه الغواصات في سنة 80، وكانت ضمن الأجندة التفاوضية لرئيس أركان الجيش الجزائري اللواء قايد صالح خلال زيارته الأخيرة لموسكو.