بعد هذه الآراء من عدد من المثقفين التقينا بالأستاذ عابد عبدالله اللحياني مدير إدارة الكتب بفرع وزارة الإعلام بجدة الذي قال: في البدء أشكركم على الاستضافة للتحدث حول إشكالية المثقف والرقيب.. تسألون عن شروط أزلية لم تتغير؟ نحن لا نعرف هذه الشروط أو مدى أزليتها في عملنا الرقابي لا توجد شروط.. هناك محاذير نحرص عليها حفاظاً على القيم والأخلاق والمثقف حريص عليها أيضاً. وهناك المعتقد الديني الذي هو خط لا مساس به إطلاقاً من واقعنا الإسلامي وريادة بلادنا فيه.. أما الشروط التي يتحدث عنها بعض الكُتَّاب فلا توجد إلا في عقليتهم. ونحن لم نقمع ولا نمنع ولسنا في الأساس ضمن هذه الأدوات.. نحن نتبع أسلوباً مع الكاتب حول «نصه» بمعنى ندخل في حوار مع المؤلف نبين من خلاله وجهة نظرنا حول بعض الملاحظات الواردة في النص يقنعنا ونقنعه.. هذا أسلوبنا المتبع في فسح الكتب.. هناك أكثر من زميل يشارك في صنع الحوار مع الآخر.. هناك تفهم واضح وكبير من المثقفين لأسلوبنا وتأكيداً لذلك أخص الأكاديميين فهم يقدرون هذا الأسلوب. أما بالنسبة لإشكالية الطبع خارج المملكة فليست مشكلتنا اردها شخصياً لمن لديه مشكلة مع الواقع والموقف العام. ومن خلال تجارب شخصية جل من طبع في الخارج لديه مشكلة مع «نصه» أولاً من خلال ثنائية «المعتقد، الجنس» وثانياً مع نفسه ليست مشكلة مع الرقابة. نحن لا نمانع من تبيين وجهة نظرنا في الآخر. ومع هذا هناك الكثير والكثير جداً من الكتب المطبوعة خارجياً فسحت وتداولت بالداخل.. وهذه ميزة لأسلوبنا التحاوري. أما بالنسبة أننا ننظر لسمعة الكاتب وشخصه لإجازة نص أو كتاب فهذه أحكام لا نقبلها فنحن في خدمة المثقف والكتاب ونحن نعمل مع الجميع وهناك هدف سام نحترمه ونعمل من أجله ولا نفرق إطلاقاً بين الكُتَّاب وهناك الكثير من الكُتَّاب والمثقفين وكذا أكاديميين امتنعناهم بوجهة نظرنا حيال نصوصهم وتم تعديلها.. وهذه المفاضلة التي تتحدث عنها في سؤالك ليست في قاموسنا إطلاقاً. وجميع من يصل في الرقابة على درجة عالية من التأهيل والفهم والإدراك متمرسين في عملهم.. كما أنهم مؤهلين ومن حملة الشهادات الجامعية على مستوياتهم المختلفة بكالوريوس، ماجستير ودكتوراه ولديهم القدرة على التطور والمرونة فهم يتعاملون وبشكل يومي مع نصوص من مختلف الاتجاهات الفكرية والدينية وكذا السياسية.. كما أود أن أوضح وأؤكد أن العمل الرقابي عمل جماعي فالنص الواحد يُراجع من أكثر من زميل وبالتالي فالفسح هو الأمل وهذا الأسلوب هو عكس ما يتصوره البعض.