كفيلم أمريكي ببطولة ممثلة صينية تؤدي دوراً يابانياً اختار صانعو فيلم «مذكرات فتاة الجيشا» مدينة عصية لاقامة عرضه العالمي الاول. فقد عرض الفيلم في طوكيو مؤخراً فجاءت ردود الفعل مختلطة. وانضم مخرج الفيلم روب مارشال، الذي فاز بجائزة الاوسكار لأفضل فيلم على «شيكاغو» سنة 2002، الى طاقمه متعدد الجنسيات ليمشي على البساط الاحمر في قاعة مصارعة السومو الوطنية في طوكيو حيث اقيم العرض وسط ضجة سينمائية دولية. إن الفيلم الأمريكي - الياباني الانتاج هو نموذج للعولمة في الصناعة السينمائية بخلطة الشرق والغرب. فثمة ممثلات صينيات يلعبن دور فتيات جيشا يابانيات، وبلاتوهات مقامة في كاليفورنيا لتكون بمثابة مقاهي الشاي في طوكيو. والفيلم الذي صنع في هوليوود مطعم بممثلين آسيويين. وقال مارشال: «قررنا ان نقيم العرض الاول هنا لانه قصة حب، وهو قصة حب عن اليابان ايضاً». الفيلم الذي نزل الى صالات العرض الأمريكيةواليابانية في مطلع كانون الاول - مقتبس من رواية لآرثر غولدن ظلت على لائحة نيويورك تايمز لأكثر الروايات مبيعاً مدة سنتين وبيع منها اكثر من اربعة ملايين نسخة باللغة الانكليزية. طاقم الفيلم تتزعمه زيي زانغ (بطلة «النمر الرابض، التنين الخفي») التي تلعب دور سايوري فتاة الجيشا، والممثل الياباني كن واتانابي (بطل «آخر الساموراي») في دور الرئيس، الذي عشقته سايوري سراً طيلة عمرها. وتلعب الممثلتان الصينيتان ميشل يوه وغونغ لي دورين رئيسيين آخرين. وتروي قصة الفيلم ارتقاء فتاة صينية من مجتمع فقير في قرية يابانية لصيد الاسماك الى حياة في المجتمع الراقي كجيشا - أي امرأة مدربة على الرقص والغناء والكلام لتصبح رفيقة لرجال اغنياء. إلا ان مؤهلات الفيلم الهجينة ثقافياً تجلب معها تساؤلات حول الصدقية والاصالة: «هل تستطيع فتيات صينيات تصوير النقاط الرهيفة للثقافة اليابانية بدقة؟ هل يستطيع مخرج أمريكي يعمل على اساس رواية أمريكية، ان يفي تقاليد الجيشا غير المفهومة تماماً خارج اليابان، حقها؟ والحقيقة ان المشاهدين اليابانيين غلب عليهم الفضول لمعرفة كيف ستصور هوليوود بلدهم، ولكنهم لم يقتنعوا كلهم. يوميكو كامياما (28 سنة) الموظفة في المكاتب، قالت: «أحسست وكأنني أتفرج على فيلم تدور احداثه في الصين. انني معجبة جداً بالممثلة زيي زانغ ولذلك شئت ان اشاهد الفيلم. إلا انني لن اوصي أحداً بمشاهدته». إلا ان آخرين قالوا ان القصة الجذابة تغلب على مثل هذه الهواجس. وقال كيومي ما تسوموتو (39 سنة): «اندمجنا بسرعة في عالم الجيشا ذاك فنسيت بقية الاشياء. لقد ابرز هذا الفيلم الجانب الجميل لليابان، النساء والكيمونو اشياء جميلة جداً». مارشال، الذي يعتبر العمل على رواية يحبها كثيرون أمراً «مخيفاً جداً». قال انه سعى الى تقويم المفاهيم عن الجيشا - اللواتي يعتبرن في الغرب مجرد منحرفات. كما انه دافع عن اختياره لزيي للقيام بالدور الرئيسي، قائلاً: «أيها الشخص المثالي لاداء ذلك الدور». وقال واتانابي انه اعجب كثيراً بجدية زملائه الصينيين في تعلم اشياء عن الثقافة اليابانية، مشيراً بذلك الى الدورة المستعملة لدراسة ثقافة الجيشا التي دامت ستة اسابيع واخضعت لها زيي زانغ والممثلات الأخريات. وقالت يوريكو اوزوا التي حضرت العرض الاول للفيلم: «إن حياة الجيشا، اصبحت شيئاً غريباً عند معظم اليابانيين على كل حال، ولذلك ماذا يهم اذا لعبت الدور ممثلات يابانيات او صينيات؟ أعتقد ان القصة في غاية البساطة والنساء بصورة خاصة سيعجبهن الفيلم. وثمة ثلاث ممثلات يابانيات يؤدين ادواراً نسائية رئيسية اخرى، وهن كلوري موموي ويوكي كودو وسوسوكا اوهغا (هذه الاخيرة في دور سابوري في حداثتها). «مذكرات فتاة الجيشا» يأتي كأحدث فيلم في سلسلة افلام أمريكية ذات مواضيع يابانية، إلا انه يكسر التقاليد باسناد الادوار الرئيسية لآسيويين ففيلم «آخر الساموراي»، مثلاً كان ببطولة توم كروز. واحدث فيلم «ضاع في الترجمة» لبيل مري دارت في طوكيو إلا ان الادوار اليابانية اتخذت موقعاً خلفياً في القصة التي تدور حول اثنين من الأمريكيين.