أعلنت جماعة الأخوان المسلمين في الأردن أنها تبذل جهودا كبيرة لنزع فتيل الخلاف الذي اندلع مجددا ما بين « التنظيم السوري للجماعة» والنظام، وذلك في أعقاب انشقاق نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ومطالبته الإطاحة بالنظام السوري وإبداء تنظيم الأخوان السوريين رغبتهم في التعاون معه في ذلك وفق شروط معينة. وقال مسئول الملف السوري في جماعة الأخوان بالأردن النائب إبراهيم المشوخي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بان الأخوان المسلمين في الأردن مع المصالحة بين الطرفين وان قيادات من الجماعة والحزب التقت مؤخرا القيادة السورية وحثتها على طي صفحة الماضي مع جماعة الأخوان في سوريا . ورفض المشوخي أي تحالف بين الأخوان وخدام وشدد على أن الجماعة لن تتحالف مع خدام مشيرا إلى أن المسئول السوري المنشق خدم النظام القائم لما يزيد عن ثلاثة عقود وانشق عنه عندما شعر بان النظام يمر بأزمة وانه ربما لا يستمر في الحكم . وبين بان هذا المنشق سيكون له دور خلال المرحلة القادمة في سوريا وانه مرتبط بالمخابرات الأمريكية والدوائر الاستخباراتية الغربية وان الأخوان المسلمين لن يتعاملوا معه تحت أي ظرف من الظروف مؤكدا على ضرورة إصلاح الأوضاع السياسية في هذا القطر الشقيق بدلا من انتظار الإصلاح القادم من الخارج. وقال :« لن ولم نقف مع الأمريكيين ضد النظام السوري رغم ما لحق بنا من جراحات جراء هذا النظام خاصة في العام 1982 حيث ذهب الآلاف من الأخوان ضحايا لهذا النظام» وطالب النائب المشوخي الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء قانون 49 وهو القانون الصادر في سوريا عام 1982 والذي تنص احد مواده على أن من يثبت عضويته في جماعة الأخوان المسلمين يحكم عليه بالإعدام . ودعا النظام السوري إلى اتخاذ عدد من الخطوات الإصلاحية وإطلاق سراح الأسرى السياسيين سواء من الأخوان أو غيرهم وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة مع الأخوان المسلمين الذين لن يتوانوا في الدفاع عن سوريا إن أصابها أي مكروه وتأتي تصريحات هذا المسئول الاخواني في إعقاب انتقادات سياسية وجهت لحركة الأخوان في اعقاب موقفهم من النظام السوري بعد انشقاق خدام عنه ونشوء أزمة في مجلس النواب الأردني بسبب ذلك. وتحدث عن الخلاف الذي اندلع الأسبوع الماضي في مجلس النواب الأردني على خلفية رفض برلمانيين موقف الأخوان من النظام السوري والمتمثل بمطالبة النظام بالاعتراف بأخطاء الماضي. وقال بان الأزمة التي اندلعت في البرلمان كانت بسبب سوء فهم لتصريحات أطلقها ضد سوريا المراقب العام للإخوان عبد المجيد ذنيبات . مشيرا إلى أن موقف الأخوان سواء في الأردن أو خارج الأردن من الولاياتالمتحدة هو موقف واحد وصريح وان الجماعة لن تقف في صف هذه القوة المحتلة ولن تسعى للتحالف مع أنصارها . ويذكر بان الخلافات كانت قد اندلعت ما بين النظام السوري وجماعة الأخوان السوريين عام 1982 عندما افشل النظام محاولة انقلابية للإخوان ذهب ضحيتها حسب وثائق اخوانية ما يزيد عن خمسة عشر ألف أخواني من حماة وغيرها من المحافظات السورية ومنذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة والنظام السوري يشن حربا لاهوادة فيها على تنظيم الأخوان المسلمين وأنصارهم مما دفع عددا كبيرا منهم للعيش في المنفى.