يوقِّف المحامي والكاتب محمد عمر العامودي رئيس تحرير مجلة «النقل والمواصلات» في وسط محافظة جدة مكتبة بمركز صحارى الثقافي الإسلامي والتي تشرع أبوابها صباحاً ومساء لطلبة العلم والباحثين والدارسين وعشاق المعرفة وهو بذلك يضرب مثالاً وطنياً لرجال الأعمال كي يساهموا في رفد الحركة الثقافية بهذه المحافظة من خلال انشاء المكتبات والمراكز العلمية وطباعة الكتب، حيث ان محافظة جدة تشهد هذه السنوات طفرة كبيرة في انشاء المراكز التجارية و(المولات) فلماذا لا يتزين هذا الجمال الظاهر بجمال ثقافي يكسبه ثقة وتميزاً. المكتبة التي أوقفت هي في مجملها نواة لمكتبة والده الأديب محمد سعيد العامودي حينما كانت بمكة المكرمة ثم ارتأ ابنه محمد عمر في نقله إلى جدة وبناء مكتبة كبيرة لها وايقافها للناس وكان ذلك عام 1411ه. الأستاذ فاروق صالح باسلامة أمين المكتبة أوضح ل«ثقافة اليوم» ان المكتبة تسد ثغرة مهمة لعشاق الثقافة حيث لا توجد مكتبات مُوقفة غير المكتبات التابعة لوزارة الثقافة والإعلام وجامعة الملك عبدالعزيز ولكون المكتبة تضم بين جنباتها أكثر من عشرة آلاف عنوان منها مصادر التراث العربي في الفقه والتفسير واللغة والأدب والتاريخ والسير والحديث إلى جانب فنون المعرفة الأخرى من شعر وقصة ورواية اضافة إلى كتب في عالم الادارة والهندسة والفنانين ويضيف باسلامة أن في المكتبة جانب خاص بكتب الطفل المزود بالقصص والسير وسلاسل عن أعلام المسلمين كما يوجد بالمكتبة ركن للكتب الانجليزية يوفر بعض الكتب والمراجع. وعن كيفية تزويد المكتبة بالجديد من المعارف، يوضح أمين المكتبة ان للمكتبة ميزانية خاصة بها فتوفر لها الكتب الحديثة من معارض الكتاب في الداخل والخارج وما يهدى لها من كتب الأندية الأدبية وكتب اثنينية الخوجة. ويمضي باسلامة قائلاً: ان المكتبة تشهد اقبالاً كبيراً من مختلف المستويات منهم طلبة المسجد المجاور للمكتبة ومنهم طلاب المدارس والجامعة ومنهم أطباء ومدرسين ومهندسين وممن زار المكتبة من الكتاب والمثقفين الأساتذة عاصم حمدان ومحمد الفال وحسين بافقيه وعبدالرحمن الأنصاري ومحمد علي الجفري، ويزداد الاقبال على المكتبة في فترة الاختبارات وفي الاجازة الصيفية مواسم رمضان والحج، وقد الحقنا بالمكتبة من الخارج ناد ترفيهي صغير للفتيان ونحن هنا بالمكتبة لا نستخدم نظام الإعارة للكتب وذلك حفاظاً على وجودها من الاندثار وقد يعجب البعض من كون المكتبة لا تأتي بالصحف والمجلات وذلك لكي لا تصرف روادها عن قراءة الكتب.