المثل يقول «من جد وجد» والتجربة تشير إلى تحقق الفوز من خلال التدريب المستمر وهو ما ينطبق على المحترفين من أصحاب اللحية والشارب الذين يقضون آلاف الساعات أمام المرآة للحصول على اللقب المأمول «بطل العالم لافضل لحية وشارب». والمتسابقون في هذه المنافسات يتميزون بلحية كثيفة وشارب ممتد والفريق الالماني الذي لا يقهر يحصد ثلاثة أرباع الالقاب العالمية كما يقول بطل العالم يورغن بوكهارد حول بطولة العام الحالي التي فاز الالمان فيها ب 41 لقبا من بين 71 ويؤكد بوكهارد على المجهود الذي يبذله يوميا أمام المرآة ومنها 30 دقيقة كل صباح لتهذيب شاربه الذي بلغ طول جناحيه متر ونصف المتر نظرا لانه لم يسبق أن عاش بدونه طوال عمره البالغ 84 عاما. ويقول بوكهارد «طول الشارب لا يعني شيئا والمهم هو الانسجام والتمويج في ثنياته» ويضيف أنه يحمي شاربه ليلا من خلال وسائل مطاطية ويستيقظ صباحا ليغسل اللحية والشارب وبعدها يشرع في تشغيل البخار الساخن عليه ثم عملية التثبيت باستخدام البخاخ الخاص. ويضحك بوكهارد قائلا «ليس من المهم أن تحمل لحية وشارب امبراطور مثل فليهلم ولكن ببعض المجهود تستطيع امتلاك لحية وشارب أفضل من العادي». ولا تختلف روح الفريق المطلوبة في كرة القدم عن تلك في تربية اللحية والشارب والتي ساهمت في فوز الفريق الالماني بكثير من الالقاب وأصبحت تقليدا من خلال وجود 20 نادياً خاصاً بهؤلاء المتميزين في فن اللحية والشارب علاوة على مشاركة نحو 200 ألماني بشكل مستمر في المسابقات الدولية. وتقيم ألمانيا أكبر المنافسات العالمية في هذه اللعبة ان جاز التعبير وتضع لها نظاما خاصا يكفل الجدارة عند الفوز ويشيع في الوقت نفسه جوا من البهجة على المتسابقين والحاضرين رغم جديتها. وحول الفارق بين النوادي الانجليزية والالمانية في رعاية اللحية يقول بوكهارد إن الانجليز يركزون على الزمالة فيما يؤكد الالمان على المنافسة والرغبة في تحقيق الفوز. وتحظى براعم الاندية الالمانية من الشباب برعاية الكبار من خلال النصائح حول طريقة تطويل الشارب واللحية والعناية بهما بشكل سليم يؤهلهم للمشاركة في المنافسات من خلال التميز في العرض بحيث يصبح الشارب علامة مميزة. وعلى الرغم من أن هذه الرياضة في ألمانيا لم تعد كما كانت قبل 100 عام حينما كان الاباطرة يكسبون بها قلوب النساء مثل فليهلم الثاني إلا أنها ما زالت تمثل تقليدا راسخا رغم انتهاء الموضة بعد الحرب العالمية الاولى واهتمام الرجال الان بجمالها وإيمانهم بتأثيرها الجذاب من جديد.