تقول آخر الاخبار الصحفية ان (دركتر البلدية) سيقوم خلال الايام القريبة القادمة بالتهام عدد من ميادين مدينة جدة، وان الاجراءات، والاستعدادات تجري (على قدم وساق) لتقديم هذه الوجبة الشهية (لدركتر البلدية) لالتهامها كوجبة ثانية بعد الوجبة الاولى التي التهم فيها ثلاثة ميادين هي (ميدان السبعين، وميدان الشاكرين، وميدان الزهرة) خلال رئاسة المهندس عبدالله المعلمي، والتي ثارت خلالها (ردود فعل) قوية بين معارضة من جهة ومؤيدة من جهة (لم يلتفت اليها) وتحت ازالة الميادين الثلاثة - على وجه السرعة - وكأن الجهة التي أقامت هذه الميادين كانت بعيدة كل البعد - عما ستسببه هذه الميادين (من متاعب، ومشاكل، واختناقات) لحركة السير مستقبلاً وهو أمر - لو صح - فإنه يعني ان إقامة هذه المشروعات التنظيمية، والتجميلية كان (مجرد عبث) بدليل ما جرى من إزالة لهذه الميادين، وبدليل ما سيجري من ازالة، لميادين أخرى (جميلة) في عهد المهندس عادل الفقيه... (ميادين العروس تدفع الثمن) بينما آمال، واحلام الجداويين تتجه نحو ما لدى أمانة العروس الخامسة من أفكار ومخططات ودراسات ومشروعات لفك الاختناقات المرورية في شوارع مدينة جدة لاقامة (أنفاق وكباري) جديدة تتجه الانظار - مرة ثانية - نحون ازالة مجموعة من ميادين العروس الجميلة على رأسها (ميدان الطيارة، وميدان الدراجة) على وجه السرعة لفك الاختناقات المرورية - المتزايدة - عند هذين الميدانين (في الوقت الذي لم تشفع فيه ازالة ثلاثة ميادين سابقة في فك الاختناقات المرورية، كما كان يحلم المهندسون الذين أعطوا اشارة البدء في إزالتها، ونحن من سكان جدة، ونعرف ان هذه الخطوة الجريئة لم تحقق الهدف المرجو منها).. وليس هذا - الحديث اليوم - عن (إزالة الميادين) يعني اتهاماً بعدم فهم من قرر ذلك لكنه - في الوقت نفسه - قد يطال من اقامها - في ذلك الوقت - بأنه لم ينظر للمستقبل - مستقبل شوارع المدينة - بأنها ستعاني من اختناقات، وازدحامات وانه - لا مفر - من إزالة هذه الميادين الجميلة، والتنظيمية لتخفيف المعاناة المرورية (مما يترك تساؤلاً مهما لدى الجداويين يتداولونه، ويتناولونه في مجالسهم وأحاديثهم: هل إقامة هذه الميادين التنظيمية والتجميلية والحضارية كان نوعاً من أنواع العبث في سنوات خلت او ان ازالتها اليوم هو نوع من العبث المتمثل في اتخاذ مثل هذه القرارات السريعة؟)... وبطبيعة الحال لسنا خبراء لنجيب عن ذلك... والحق يقال بأن الاختناقات المرورية عند ميداني (الطيارة، والدراجة) لا تحتاج الى تأكيد، وشرح وإيضاح في اوقات الذروة وأوقات غير الذروة وفي المناسبات وغير المناسبات ومن باب التذكير فإن ميداني (الفلك، والجواد) ينافسان ميداني (الطيارة، والدراجة) في الزحام المروري والاختناقات المرورية. («الموتى» يساعدون الأحياء) هل تصدقون ان «الموتى» يساعدون الاحياء في حل أزمة الزحام..! لو حدث ذلك فإنه سيكون أمراً غريباً، ومثيراً للدهشة وقد حدث هذا بشكل طريف في مدينة جدة فقبل ثلاثة عقود كتبت موضوعاً صحفياً في هذه الجريدة عن مساهمة الموتى في مساعدة الاحياء على تخفيف الزحام في منطقة باب مكة، حينما قامت معدات البلدية بتوسيع المنطقة المحيطة بمقبرة الاسد لفك الاختناقات المرورية للشارع الرئيسي المؤدي لطريق مكة القديم، والمجاور لهذه المقبرة الشهيرة وهذه هي اول مرة يتم فيها اقتطاع جزء من سور المقبرة لتوسعة هذا الشارع الحيوي في تلك الفترة. ووضعت عنواناً مثيراً ليلفت الانظار قلت فيه (الأموات يساهمون في تخفيف المعاناة عن الأحياء).. او عنواناً له هذا المعنى وأثار العنوان، ثم الموضوع (حفيظة البعض) و(استياء البعض الآخر).. حفيظة البعض ممن قام باقتطاع جزء من أطراف (المقبرة الشهيرة) لتحسين وتسهيل وتجميل حركة الشارع القديم، واستياء البعض الآخر ممن اعتبر هذا العمل اعتداء على (الموتى لصالح الأحياء)... وان الأمر ليس فيه تكافؤ بين الطرفين وبين (أخذ، ورد، وجدل، ونقاش) مر الموضوع (مروراً حسناً)... ولم يترك (أحقاداً او ضغينة) لدى من له قريب في المقبرة وامتنع - من كان سبباً في التوسعة والتنظيم ان الموضوع كان أقرب للطرافة والواقعية منه الى التجريح واليوم وقبل اليوم تبدو عملية ازالة بعض المعالم الجميلة في مدينة جدة (مثيرة للدهشة والاستغراب) نظراً لما بذل من جهد وافكار واموال في اقامة هذه الميادين ولما لها من دور تنظيمي وجمالي في الشوارع الرئيسية ثم - في لمح البصر - يأتي (دركتر البلدية) ليزيلها من الوجود... (الحاضر، الغائب مطلوب حضوره) كان بودنا جميعاً لو كان (مرور العروس) شريكاً أساسياً في هذه الاعمال الجمالية، والتنظيمية التي أقيمت (في العروس).. وبعد سنوات طويلة أزيلت، ودون ان يكون المرور طرفاً في الحالتين، والمرتين (أي انه كان متفرجاً مثلنا) رغم ان هذه الاعمال في اقامتها، وإزالتها تهم بالدرجة الاولى والأخيرة المرور كما تهم البلدية).. المرور لأنه المسؤول عن حركة السير، وسلامة الطريق، وسلامة مستخدمي الطريق حسب مواصفات السلامة المرورية.. والبلدية لأنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تنظيم الشوارع، وفتحها وتوسيعها أي انه لاغنى عن الطرفين في هذا الشأن: المرور، والبلدية.. وقد تكون البلدية - في الواجهة - لأنها هي التي تعتمد المشروعات وتشرف عليها، وتتولى من ميزانية الدولة الصرف على هذه المشروعات فيغيب المرور عن التخطيط والاعداد والتنفيذ ولا نرى ولا نقرأ ولا نسمع الا جهود وانشطة البلدية في تخطيط الشوارع وتنظيمها وتوسعتها وحفرها واضاءتها والسماح لكل من (هب، ودب) لاقامة سوق تجاري او معرض او محطة او صراف آلي او مقهى انترنت او كشك قهوة، والمرور - آخر من يعلم - في كل المشروعات التي لها علاقة بحركة السير والنظام المروري. والآداب المرورية بشكل عام فإذا ظهرت اختناقات مرورية (لمنا المرور).. واذا حدثت أزمة مواقف (لمنا المرور).. واذا حدثت تشويهات في الشوارع (لمنا المرور).. والمرور - في كل الاحوال - عليه ان يتحرك دون ان ينتظر الدعوة من أحد.. (الملك عبدالله أنقذ المدينة) ومنذ ان انطلق مشروع نفق وجسر الملك عبدالله بن عبدالعزيز والآمال والأحلام تراود سكان العروس، فهذه اولى ثمار مشاريع تخفيف الاختناقات المرورية بدأت فعلياً وعمليات بهذا المشروع الذي بدأ - سكان المنطقة - الاستفادة من المرحلة التي انتهت منه وبدأ الحديث عن مشروعات انفاق وجسور جديدة تختفي معها هذه الاختناقات المرورية (التي تجاوزت احتمال السكان).. وقد جاء مشروع نفق وجسر الملك عبدالله - اول الغيث - لحل هذه الأزمة المرورية (الخانقة).. وبدأ سكان المنطقة المحيطة بالمشروع في جني فوائده والمشروع يتواصل والاعمال تتواصل (غرباً، وشمالاً) لانجاز هذه المشروعات البلدية والمهمة - والتي جاء اعتمادها بعد فترة ركود استمرت اكثر من عقدين - كانت فيها العروس تزدحم سكانياً وتجارياً لدرجة الاختناق تقريباً، بينما كانت المشروعات التوسعية - نائمة او مسترخية - حتى جاء مشروع النفق والجسر ليوقظ السكان على حدث سار، وليعيد اليهم الآمال في حلول كثيرة لهذه الأزمة وغيرها. وتبلغ فاتورة حل مشاكل جدة المرورية حوالي (1500) مليون ريال بدأ الصرف منها على نفق جسر الملك عبدالله ويجري الصرف على تقاطع الملك فهد مع شارع فلسطين ويجري الاعداد لعدد من الأنفاق والجسور.