أنهى وفد الكونغرس الأمريكي، أمس، زيارة دامت يومين للجزائر، في إطار المشاورات السياسية بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية، وغادر الوفد الذي ضم 19 من أعضاء مجلس النواب والشيوخ وكذا البيت الأبيض والخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الجزائر، دون أي لقاء بالصحافة الجزائرية عكس ما تعودت عليه التقاليد الخاصة التي ظلت تواكب مختلف زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر. وأجرى الوفد، المشكل من رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي فان بيتر هوكسترا وأعضاء في الكونغرس خلال اليوم الثاني والأخير من زيارته مباحثات مكثفة مع مسؤولين حكوميين جزائريين يتقدمهم رئيس الحكومة احمد أويحيى ووزير الخارجية محمد بجاوي، دون أن يتسرب الكثير عن طبيعة المحادثات التي طغى عليها الملفان الأمني والاستخباراتي. وبحسب تسريبات، فإنّ المحادثات قاربت مسائل متعلقة بتطور الحرب على الإرهاب في الجزائر وخطط الحكومة لإحلال السلم والمصالحة الوطنية، كما استفسر الأمريكيون على طبيعة الإصلاحات الجارية في مجال التربية، خصوصا تلك المتعلقة بإلغاء بعض النصوص التعليمية المشجعة على الجهاد، كما لم يستبعد متتبعون، أن يكون الوفد الأمريكي بحث مع السلطات الجزائرية ملف جزائريي جوانتانامو التسعة، بينهم ستة اعتقلوا في البوسنة، أي رجّح احتمال استفسار الوفد الأمريكي، عن قدرة السلطات الجزائرية استلامهم معتقلين آخرين في السجون الأمريكية وكذا المهاجرين السريين دون تعريض حياتهم للأذى. واكتفى بجاوي في أعقاب استقباله الوفد الأمريكي، بالقول أنّ الأمور سارت بين الوفدين بشكل ايجابي، مضيفا في تصريح للإذاعة الرسمية، أنّ المحادثات بين الجانبين تناولت القضايا التي تهم البلدين وخصوصا مكافحة الإرهاب، إلى جانب مسائل التعاون السياسي والاقتصادي، إلى جانب قضايا إقليمية وجهوية، مركزا على أنّ اللقاء «سمح بتوضيح كثير من الأشياء والتفريق بين مكافحة الإرهاب ونضال الشعوب من أجل تحررها الوطني» مشددا: «لا يجب بأي حال من الأحوال اعتبار حركات التحرر، حركات إرهابية». من جهته، ذكر رئيس بعثة الكونغرس «فان بيتر هوكسترا»، إنّ المحادثات تناولت عديد القضايا، سيما التعاون الأمني، وصرّح للصحافيين، أنّه أبلغ الجانب الجزائري رغبة واشنطن في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مستطردا: «تعرضنا أيضا التعاون التربوي والاقتصادي، ووصف محادثاته مع بجاوي ب«الجيدة» مثنيا على «علاقات الصداقة» التي تربط البلدين. وتولي واشنطن اهتماما خاصا للتعاون الامني مع الجزائر وسائر دول الحوض الغربي للمتوسط وكذا الساحل الإفريقي، على خلفية رغبتها في استبعاد أي تهديدات أمنية لمصالحها في المنطقة، لذا عملت ولا تزال على إحباط خطوط الإمداد بالموارد الطاقوية، ومنع تحويل هذه المناطق لمراكز تجمع المجموعات المتشددة سيما تلك المشتركة في حروب أفغانستان والشيشان. و تزامنت زيارة الوفد النيابي الأمريكي إلى الجزائر مع رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد الأضحى وتماثله للشفاء، وهي الرسالة التي حرص فيها الرئيس الأمريكي على الإشادة بمستوى التعاون الأمني الحاصل بين الجزائروواشنطن، حيث أعرب عن «تقديره» للتعاون القائم في مجالات متعددة مثل «مكافحة الإرهاب والتكوين القضائي والإصلاحات الاقتصادية» .