لم تكن محطة الجزيرة في حاجة لادعاء الحرفية المهنية وهي تقوم بعملية تلقين لبعض من اتصلت بهم لتحري واقع حال حادث منى أو حادثة رمي الجمرات. بداية لا أحد يستطيع أن ينكر أن محطة الجزيرة مثلت في بدايتها مرحلة إعلام عربي تلفزيوني فضائي جديد، والأكيد أنها وراء إنشاء أكثر من محطة عربية بل وأجنبية، ولكن المشكلة أن الجزيرة وقعت في فخ نفسية بعض منسوبيها من الحاقدين على الخليج عموماً.. والسعودية خصوصاً.. في الحادث الأخير حاولت أن تجعل له أسباباً أخرى، أسباباً مختلفة مؤكدة أن ذلك جاء بسبب مرور مسؤول سعودي كبير مما سبب الازدحام وبالتالي الحادث..؟؟ وحاولت تلقين ذلك السبب لمن اتصلت بهم لتجد أن الأغلبية ولله الحمد استوعبت أن الحج الكامل لا رفث فيه ولا فسوق فكانت الحقيقة من افواههم رافضين ما يقوله مذيع ومذيعة الجزيرة فيما وقع البعض في فخ الكذب واتهام المملكة بهتاناً وزوراً. لا أجد سبباً مقنعاً لانزلاق محطة الجزيرة في نفث سمومها، ليس لأنها تبث من قطر الشقيقة والأخت الصغرى للمملكة، والدولة الجارة والتي نرتبط معها بجيرة ونسب وقرابة تجعل من الأسرة القطرية منتسبة لأسرة في الرياض وأخرى في القصيم وثالثة في شرق البلاد.. ليس لهذا السبب وحسب وهو كاف لفكر قبلي ما زال يمنهج عملية التفكير خليجياً بشكل فاعل ومعروف للجميع..، إلا أن ادعاء الجزيرة دائماً الحرفية والموضوعية يجعلني استغرب وقوع الجزيرة في هذا السقوط الغبي. الجميع يعلم أن أي حادث في الحج من الصعب إخفاؤه لأن الأمور مكشوفة للجميع، إذن ليست الجزيرة وهي أيضاً غير متواجدة في موقع الحدث لمنعها من السلطات السعودية القادرة على اكتشاف ما لم تكتشفه جميع وكالات الأنباء والفضائيات العالمية التي تابعت الحدث لحظة بلحظة، بل صاحب ذلك بث مباشر من التلفزة السعودية مما يعني معه أن تزييف الحقيقة من قبل الجزيرة كان خطوة فيها الكثير من الغباء الإعلامي فيما كنا ننتظر الحرفية. مذيعة المحطة بكل غباء ردت على أحد المتصلين حين قال إن عدم أخذ الحجاج بفتاوى بعض علماء الإسلام كان سبباً في الازدحام فردت بفرح إذن ليس هناك أدنى درجات التوعية من السلطات السعودية..؟؟ بداية نشكرها أنها افترضت أنه لا يوجد علماء يعتد برأيهم إلا علماؤنا وهذا استنتاج لمحتوى الرد، ولكن غاب عن ذهنها أن التوعية مسؤولية دول الحجاج وليست مسؤولية المملكة أيضاً غاب عن ذهنها وهي مذيعة محترفة أن نسبة غير قليلة من الحجاج لا يتكلمون العربية على الإطلاق وأيضاً نسبة غير قليلة وعيهم وثقافتهم الدينية متدنية إلى حد الجهل أحياناً، مما يجعل مسؤولية الأجهزة الحكومية السعودية مضاعفة..، والأجدر هنا بالجزيرة أنها سلطت الضوء على دور تلك الدول وأجهزة إعلامها في توعية الحجاج بكافة شروط وواجبات الحج والمباح التسريع فيه أو تأخيره وغير ذلك مما يحفظ سلامة الحجاج ويساعد الأجهزة الحكومية السعودية على ارتفاع نسبة النجاح لموسم الحج. وأتمنى من الجزيرة أن تفرق بين شهيد مات في الحج وإرهابي مات وهو يريد قتل مسلم.. على الأقل لنثق في ثقافة منسوبيها الدينية.. بعد أن تأكدنا من ضعف المهنية الإعلامية.