أنجبت امرأة بريطانية توأمين من رحمين منفصلين - لتصبح واحدة من نحو سبعمائة امرأة فقط أنجبن على هذا النحو خلال مائة عام خلت. وعندما اكتشف الأطباء حالة المرأة - واسمها كلير مايلز وهي من إكستر بانجلترا وعمرها 35 عاماً - حذروها بأنها سوف لن تنجب البتة لأن أياً من الرحمين لم يكن كبيراً بما يكفي لحمل الجنين حتى يخرج إلى الحياة. ويقول الخبراء أيضاً إن فرص الحمل ضئيلة جداً أمامها لأنها ولدت بمهبلين ومبيضين - بيد أن الأطباء أُلقموا حجراً وهم يعلنون للمرأة وزوجها ديفيد البالغ من العمر 36 عاماً بأنهما في طريقهما إلى تكوين عائلة بعد أقل من شهر من عقد قرانهما. وما هي إلا فترة وجيزة حتى علم الزوجان اللذان عقدت الدهشة لسانيهما أنهما سوف ينجبان توأمين، حيث أظهرت نتيجة الفحص بالأمواج فوق الصوتية أن كلير حبلى بتوأمين! وتصف كلير هذه اللحظات بقولها: «عندما ثبتوني على جهاز الفحص لم تكن رؤية نبض قلب واحد أمراً قابلاً للتصديق، وبعد لحظات كان هنالك نبض آخر. الأمر انتقل من الفرح إلى الفزع الشديد فقد بدأت أفكر في أنني سوف أفقدهما على حد سواء». أما تحديد موعد لإجراء عملية قيصرية، فهو أمر محفوف بالمخاطر لا سيما وأن حمل أحد الجنينين قد يكون في وقت مختلف عن وقت حمل الجنين الآخر، إلا أن جميع الخطط الخاصة بفترة حمل كلير ذهبت أدراج الرياح في الأسبوع الثالث والثلاثين من الحمل حينما انخفض السائل الذي يحيط بأحد الجنينين بصورة خطيرة مما دفع الأطباء لأن يقرروا إجراء العملية فوراً ودونما أدنى تأخير. وهكذا خرج إلى النور كل من نوه هنري بوزن قدره أربعة أرطال وسبع أوقيات، حيث خرج أولاً من الرحم الأيمن، ثم بعد ذلك خرجت ميزي روز بوزن قدره أربعة أرطال وثلاثة عشر أوقية من الرحم الأيسر. وقد أمضى التوأمان يومين في وحدة العناية قبل أن يصبحا في حالة صحية تسمح لأمهما كلير بأن تحملهما على يديها. وفي الوقت الحالي فإن الأم ومولوديها يتمتعون بصحة جيدة وقد كانت قصتهم موضوع برنامج توثيقي في محطة بي. بي. سي. ون. وقد تحدثت كلير قائلة: «إن الفرحة لا تسعني ولم تعد الحياة عن رحمين وإنما عن طفلين».