قبل- لنقل خمسة عقود مضت - كان المنزل السعودي في راحة نفسية أكثر مما هو الآن. فرغم احتواء المنزل على الزوج والزوجة (أو الزوجات)، والأولاد- في بعض الأحيان وزوجاتهم- إلا أن الحاجة إلى خدم المنازل كانت شبه معدومة. المنازل ذات الوفرة المالية كانت تستخدم امرأة بدوام جزئي. تأتي في الصباح لكنس المنزل وغسل الأواني، ثم تذهب إلى منزل آخر، وفي آخر اليوم تذهب إلى منزلها. الظاهر أن الإنجليز أخذوا هذا النمط منا...! فقد قرأت أن رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر لم تكن تستعمل خادماً أو خادمة في منزلها. كانت تدير شؤون المنزل والوزراء...! تأتي إلى منزلها امرأة في الساعة التاسعة والنصف صباحاً، وتقوم بما أوكل إليها من غسيل الأواني، وكنس السجاد بالمكنسة الكهربائية، وتهوية المنزل، وتغادر المنزل الساعة الثانية عشرة ظهراً. المصاعب التي بدأ يعاني منها المنزل السعودي- أو بعض منها- هي كبر حجم ومساحة المنزل، ملحقات.. غرف استقبال... غرف نوم لا يستعملها أحد. خيمة في الباحة الخارجية، لزوم شلة الاولاد وكل تلك المساحات تحتاج إلى رعاية يومية، وتنظيف، وربما صيانة لا يطيقها رب المنزل وربما تكبّر الاولاد حتى عن إبعاد المناديل الورقية من أرض الخيمة أو حتى من دورات المياه. نعم... نحتاج الخدم والحراس أو البوابين. فبعض المنازل يتكون من أسوار ذات أطوال وارتفاعات غريبة. حتى إن الزائر لا يعرف أين الباب الرئيسي، وأين الابواب الفرعية.