إذا أردت كمدير أو رئيس لجهاز معين أن تتأكد من كفاءة الشخص الذي كلفته بمسؤولية معينة أو بالإشراف على أداء مهمة، فاطلب منه ان يعد لك خطة تتضمن رؤاه وأفكاره وما يريد أن يحققه من أهداف ثم تابع معه تنفيذ تلك الخطة وقيم النتائج .ومثلما هو مطلوب من الأجهزة والمنشآت والوزارات إعداد خطط لأعمالها فإن هذه المهمة تنتقل إلى كل مسؤول في التنظيم لأنه بدون خطة يصعب التقييم ونستطيع القول حتى بدون دراسات ان كثيراً منا أو معظمنا يعمل بدون خطة ولذلك فإن الشخص نفسه لا يستطيع تقييم ادائه ومعرفة مدى حاجته للتطوير أو لمزيد من الجهد. ان الأداء الأفضل لا يتحقق بمجرد الحضور إلى المكتب والالتزام بساعات العمل والمحافظة على علاقات جيدة مع الزملاء فهذه أساسيات وبديهيات ويتساوى فيها الجميع. إن الاختلاف بين موظف وآخر وبين مسؤول وآخر هو في القدرة على الابتكار، والتميز، والعمل بضمير يقدر المسؤولية، ويقر بوجود مشكلات ويعمل على حلها. أما المدير أو القائد فإن نجاحه يتوقف على استثمار القوى البشرية العاملة معه، ومن البديهي القول ان القائد يسعى إلى نجاح العاملين معه مثلما يسعى العاملون إلى نجاحه. يقول الرئيس التنفيذي لأمريكان اكسبرس ثم (اي.بي.ام) فيما بعد عن تجربته الإدارية ما يلي: «عندما كنت رئيساً لأميركان اكسبرس كنت منكباً على اجراء مراجعات عملياتية منتظمة، كنت أراجع كل موظف يعمل لديّ في كل شهر وفقاً لنظام قوي لقياس الأداء. كنت أنفذ العمليات بانتظام مع رؤساء قسمي ومدراء المجموعات، وعندما انضممت إلى (اي.بي.ام) أدركت أن هناك الكثير جداً من الأعمال، ومدراء المجموعات، ورؤساء الأقسام لدرجة انه إذا بدأت باجراء مراجعات مالية كل شهر مع كل واحد منهم، فسأقضي الشهر بكامله في القيام بذلك ثم البدء من جديد مرة أخرى. ونتيجة لذلك توصل إلى نظام جديد في (اي.بي.ام) يعتمد أكثر على الأشخاص الآخرين للتوصل إلى النتائج. ولذلك كانت رسالته للمدير الجديد الذي يسعى ان يصبح قائداً: ستجد نفسك تعتمد على نحو متزايد على الآخرين، وبحلول الوقت الذي تصبح فيه على رأس منظمة ما ستجد ان نجاحك يعتمد على قدراتك على اختيار الفريق الذي يعمل تحت امرتك وتحفيزه وتشجيعه وإلى ذلك يعزى ما نسبته 95٪ من نجاحك. إذا كان 95٪ من نجاح القائد يعتمد على من يعمل معه فهذا يفسر لنا اهتمام القياديين باختيار الكفاءات وتشكيل فرق العمل ودعمها بالثقة والصلاحيات والمرونة في الإجراءات وتوفير الظروف التي تساعدها على النجاح. ومن المهم في موضوع الأداء المتميز ان تكون للمنظمة رسالة واضحة وأن تتاح الفرصة لكل العاملين للمساهمة في تحقيق تلك الرسالة. ويرتبط بذلك وجود ثقافة موحدة للمنظمة ينطلق منها الجميع، ويلتزم بها الجميع. إحدى الشركات صاغت لنفسها ثقافة تميزت بالمرح، والولاء، ومقاومة البيروقراطية. وبعض المنظمات تضع في أسس ثقافتها أهمية قول الحقيقة، وأهمية كل فرد في المنظمة، وعندما سئل أحد المديرين التنفيذيين قبل تقاعده تسمية الإنجاز الوحيد الذي يفتخر به قال: بناء شركة يشعر كل فرد فيها بأنه مهم، شركة يرحب فيها دائماً بالأفكار الجديدة ويستفيد كل شخص فيها من النجاحات التي تحققها. وهكذا فإن الأداء المتميز الذي يقود إلى النجاح يرتبط بعوامل كثيرة وليس فقط بالتمتع بمميزات الوظيفة، ومن اسوأ ما يمكن ان يحدث ان يقود فريق عمل منظمة ما إلى نجاح باهر وينسب النجاح للرئيس ويبقى مبتدع النجاح الحقيقي خلف الستار فإن حصل ذلك فإن النجاح ستكون له صفة مؤقتة ولن يستمر. [email protected]