قال مقيم ومسوؤول أمني إن طائرات جاءت من الأجواء الأفغانية وقتلت نحو 18 شخصاً بعدما اطلقت صاروخين أو ثلاثة على معقل لمؤيدي حركة (طالبان) في قرية في ساعة مبكرة أمس الجمعة. وجاء الحادث في منطقة باجاور القبلية بعد أيام قليلة من تقديم باكستان لاحتجاج شديد اللهجة لدى القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان قائلة إن إطلاق النار عبر الحدود من ولاية وزيرستان الأفغانية في مطلع الأسبوع أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. وقال أحد سكان باجاور الذي يحد إقليم كونار الأفغاني حيث ينشط فيه المسلحون إن الانفجارات سببها إطلاق نار من طائرات مجهولة على قرية دامادولا في الثالثة صباحاً (22,00 بتوقيت غرينتش أمس). وقال شاه جيهان الذي يملك متجراً على بعد كيلومترين من القرية «وفقاً لمعلوماتنا.. هناك 18 قتيلاً». وقال الميجر جنرال شوكت سلطان المتحدث باسم الجيش إنه لا يعرف سبب الانفجارات التي وقعت ولكنه أضاف «سمع الناس دوي انفجارات.. ونتيجة لذلك كان هناك عدد من الضحايا.. معلوماتي تشير إلى أن ما بين 11 و14 شخصاً قتلوا». وقال مسؤول في المخابرات الباكستانية إن طائرتين جاءتا من أفغانستان واطلقتا صاروخين أو ثلاثة. وأضاف «ربما يكون حجم الخسائر أكبر بكثير. الناس غاضبون جداً.. وهم لا يسمحون لأحد بالدخول.. ولذلك فإن العدد الدقيق للقتلى والمصابين غير متوفر». وأضاف مسؤول المخابرات أن قرية دامادولا معقل لحركة تنفيذ الشريعة المحمدية وهي حركة مؤيدة لطالبان حظر نشاطها في يناير (كانون الثاني) 2002. وأشار إلى أن أعضاء الحركة ربما يكونون ضالعين في هجمات على القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وأن الصواريخ التي اطلقت ربما تكون رداً على ذلك. وقال المتحدث العسكري الأمريكي في أفغانستان الليفتنانت كولونيل جيري اوهارا إنه لا توجد تقارير عن نشاط عسكري أمريكي في تلك المنطقة. وباجاور جزء من الحزام القبلي الباكستاني الطويل الذي يحد أفغانستان. وشهدت منطقة وزيرستان القريبة اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر من تنظيم القاعدة على مدى أكثر من عامين. ولكن لم ترد من قبل أي تقارير عن نشوب قتال في باجاور. وأعرب سكان في المنطقة عن اعتقادهم بأن طائرة هليكوبتر حربية هاجمت منزل رجل دين يؤيد مقاتلي طالبان في أفغانستان. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن السلطات الأمريكية نفت أن قواتها ضالعة في حادث وزيرستان. وتتعقب القوات الأمريكية قوات طالبان وأفراد القاعدة في أفغانستان منذ عام 2001. ويردد مسؤولون أمريكيون منذ مدة طويلة انهم يعتقدون أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن يختبئ في منطقة الحدود الوعرة بين باكستانوأفغانستان. وفي أعمال عنف منفصلة قال مسؤول إن مسلحين يشتبه في انهم من المتشددين الانفصاليين في إقليم بلوخستان المضطرب بجنوب غرب البلاد اطلقوا عدة صواريخ على معسكر للجيش فقتلوا ثلاثة من الجنود. وقال المسؤول الإقليمي إن المتشددين اطلقوا نحو عشرة صواريخ في ساعة متأخرة من الليلة الماضية على المعسكر في منطقة تبعد 100 كيلومتر شرقي عاصمة الإقليم كويتا. وبدأ المتشددون في الإقليم تمرداً على نطاق ضيق منذ عشرات السنين سعياً للحصول على مزايا أكبر وزيادة سيطرتهم على موارد الغاز وغيرها من الموارد الطبيعية لكنهم عززوا من حملتهم في الأشهر الأخيرة.