نشرت الصحف المحلية قبل مدة قصيرة خبراً مفاده أن أمانة مدينة الرياض قررت إنشاء مكتبات للاطفال في احياء مدينة الرياض. ولطالما انتظرنا هذا الخير السعيد الذي وإن تأخر قليلاً، إلا أن إقراره في هذا الوقت يعزز الجهود التي تبذلها الدولة للاهتمام برعاية الاطفال من جميع جوانب الرعاية. في المقابل فإن مثل هذه المشروعات تحتاج إلى تضافر الجهود وتعاون المختصين بهدف الوصول لاعلى مستوى من الجودة في أنشطة هذه المكتبات فلا يكفي ان يتولى المهندسون المعماريون تصميم المباني لمكتبات الاطفال، بل لابد من مشاركة المختصين في علم المكتبات والطفولة والتربويين، حتى يكون المبنى متخصصاً لمطالب الاطفال ومتوافق مع آراء المختصين في علم المكتبات.. وأن تحوي هذه المكتبات آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في مجال المعلومات، من ذلك ان تحوي المكتبات أجهزة كمبيوتر ووسائل تعليمية متطورة وقاعات للقراءة والاطلاع وكذا للرسم والخط إلى غير ذلك من الوسائل المعنية في تحقيق الاهداف المنتظرة من إيجاد مثل هذ المكتبات. ولعلنا لا نغفل حاجة مناطق المملكة الأخرى لمثل هذه المكتبات، فأطفال المملكة لهم حق بالتساوي في الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة. وكل ما نأمله ان تسارع أمانة مدينة الرياض في إنجاز هذا المشروع بأسرع وقت وبالجودة المتوخاه. وان تستمر في الاشراف على هذه المكتبات، وتدعمها بالاحتياجات اللازمة وان يكون هناك تقويم مستمر لادائها، بهدف تلافي السلبيات وتعزيز الايجابيات. إننا أمام تغير ثقافي سريع يحتاج منا ان نسارع الخطى نحو مواكبته، وان نكون جاهزين لمواجهة الجديد غثه وسمينه لنتعامل معه بما يحفظ ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا، حتى نضمن - بإذن الله - ان الجيل الجديد سيكون ذلك الجيل الذي نسعى للوصول إليه ذلك هو المواطن الصالح، الذي يعطي لوطنه مثل ما يأخذ وان يكون متسلحاً بسلاح الإيمان معتزاً بوطنه يسعى للحفاظ على معطياته، ان ذلك الجيل الذي ننتظره هم الآن أطفالنا فأسأل الله أن ينفع بهم وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف.