أشعر أن هذا العيد تنقصه فلسفة الإجازة، حيث اعتدنا كل عام أن نحتفل بعيد الأضحى ونحن ننعم بالإجازة، ولكن وزارة التربية والتعليم هذا العام أصرت على حرماننا نحن الآباء والأمهات من الإجازة.. الأكيد أن الامتحانات التي يفترض أنها تعقب الاجازة الطلابية مباشرة مسؤولية الطلبة والطالبات، ولكن أبناءنا لم يستوعبوا الأمر كثيراً حيث يصر خاصة الصغار منهم على أن الاجازة للنوم واللعب والترفيه وليست للاستذكار، إنها للراحة من هموم الدراسة ومسؤولياتها.. حقيقة كنت أتمنى على وزارة التربية والتعليم وأيضاً وزارة التعليم العالي أنهما قامتا بخطوة تربوية أكثر منطقية من الوضع الحالي بأن قدمتا الامتحانات وشبكتا إجازة منتصف الأسبوع بإجازة العيد خاصة وأن الأسبوع الأخير كان أسبوعاً معوقاً بكل المقاييس رغم تعليمات وزارة التربية المشددة بعدم الغياب لأن المناهج تم استكمالها من جميع المعلمين والمعلمات..، مما يعني معه أن الحضور للمدرسة من وجهة نظر الطلبة غير مبرر.. نعم أتفق مع الوزارة على ضرورة حضور الطلبة والطالبات للمدرسة دون غياب، ولكن أيضاً اتفق مع الطلبة والمعلمين والمعلمات ان ذلك الحضور لا داعي له، لأنهم يجدون صعوبة في عدم توفر دورات مياه مناسبة، أو تدفئة مناسبة لشتاء الصحراء الناشف، وتبريد لحرها القاسي.. أيضاً اتفق معهم أن عدم وجود مكاتب لهم ولهن يشكل صعوبة في أداء العملية التربوية بشكل كامل، طبعاً لست من دعاة غياب المعلمات بل عليهن الحضور للمدرسة دون تذمر أو تشكّ، ولكن على الوزارة أن تقوم ببعض المهمات البسيطة منها عمل مبان مدرسية صحيحة، فيها مكتبة تضم كتباً للقراءة وليس للديكور، ملاعب تساعد على الحركة، معامل تساعد على التدريس، أجهزة حاسب تساعد على الاتصال بالعلم، مطاعم تساعد على التغذية الصحية دون اشتراط مطعم أو نوع معين من العصير.. أيضاً أتمنى على الوزارة أن تعطي المعلمات قليلاً من الثقة بحيث لا تضطر لتفتيشهن بحثاً عن جوال وكاميرا.. ولأنها قائمة مطالب أتمنى منها أيضاً أن لا تهدر جهد المعلمات والمعلمين بجعل الامتحان بعد إجازة لأن أبناءنا بصراحة سببوا لنا نكداً غير طبيعي دون أن يقوموا بعملية الاستذكار المطلوبة بحجة أنها إجازة... وأتمنى من المعلمات والمعلمين تبسيط الأسئلة وجعلها في مقدور الصغار خاصة وأن بعضهم يعتقد أن العودة ستكون بداية للفصل الثاني وليس لأداء الامتحان.. وحتى يتم تحقيق مطالب المعلمين والمعلمات في توفير دورات مياه للاستخدام البشري، وقاعات فصول مناسبة للاستخدام العلمي الصحيح أتمنى من وزارة التعليم ألا تكرر ذلك لأن أبناءنا وبناتنا فرحوا بالإجازة وتركوا همّ الاستذكار لنا ولا أعتقد أن معالي وزير التربية حفظه الله يريد بنا ذلك.