لعل من أهم أسرار التداول أن الارقام تختصر المفاهيم وتوجه القرارات.. إن رقماً واحدآً بسيطاً قد يعطي كما وافرا من المعلومات ويحدد العديد من قرارات البيع والشراء. قراءة القوائم المالية مثلاً توفر فرصة للحصول على فهم الارقام التي تعكس أداء ومستقبل الشركة ما يساعد في تحديد القرارات المهمة وذلك للاغراض الاستثمارية في المقام الاول.. التحليل المالي يعتبر ضرورياً لمعرفة الأوضاع المالية والمركز المالي للشركة كما أنه وسيلة لاكتشاف الخلل والعيوب والتلاعب في تركيب قوائم الشركة المالية أو في وضعها ومقدارها وبالتالي صحة المركز المالي للشركة. من أهم أساليب التحليل المالي ما يعرف بأسم (تحليل النسب المالية) وينقسم إلى نوعين: التحليل الرأسي والأفقي ويقوم المستثمر عند التحليل الرأسي بتقييم كل بند من بنود القائمة المالية كنسبة مئوية عندما تنسب إلى بند آخر كأساس مثل المبيعات أو الأصول أو غيرها وتقارن هذه النسب مع سنوات سابقة أو شركات قائمة أو نسب الصناعة أو نسب معيارية موضوعة مسبقاً. أما التحليل الأفقي فيكون بتحليل الاداء عبر السنوات ويساعد على تحديد معدلات التغير في نفس النسبة او البند لفترات سابقة أو لاحقة والأهم في هذا التحليل أنه يساهم في اكتشاف اتجاهات النمو والارباح التي تظهر وتحدد توقعات معينة عن مستقبل الشركة. تحليل النسب المالية: عبارة عن تحليل علاقات بين عناصر مختلفة من قائمة المركز المالي او من قائمة الدخل ومعرفة هذه العلاقات يعكس مدى التوازن والاستقرار في أداء الشركة وقدرتها على النمو، ويعتبر تحليل هذه النسب مؤشراً جيداً لتقييم النشاط المالي في الشركة. ومن هذه النسب: 1- نسب السيولة: والتي تعكس قدرة الشركة على مقابلة التزاماتها الجارية بسرعة وفي مواعيدها دون أي اختناقات أو صعوبات ومن هذه النسب: ٭ نسبة التداول = نسبة الأصول المتداولة إلى الخصوم المتداولة. ٭ نسبة التداول السريع = نسبة الأصول المتداولة ناقص المخزون إلى الخصوم المتداولة. 2- نسب الرفع المالي: وتقيس نسبة التمويل بالديون وتعكس القوة المالية للشركة وجاذبيتها للمقرضين ومنها: ٭ نسبة الديون إلى إجمالي الأصول. ٭ نسبة الديون إلى إجمالي حقوق الملكية. ٭ نسبة الديون طويلة الأجل إلى رأس المال. ومثل هذه النسب تقدم مقياساً لدرجة التوازن التي توجد في الشركة بين أموالها المقترضة وأموالها المملوكة. 3- نسب النشاط ومعدلات الدوران وتقيس نشاط الشركة وتساعد في تقييم كفاءة الشركة في تشغيل أصولها ومدى إسهام هذه الأصول في توليد المبيعات والأرباح باستخدام الموارد المتاحة. ومن المؤشرات التي تقيس ذلك: ٭ معدل دوران المخزون = المبيعات على المخزون. ٭ معدل دوران الأصول الثابتة = المبيعات على الاصول الثابتة. ٭ معدل دوران الأصول الاجمالية = المبيعات على اجمالي الاصول. وتعمل الشركات بعد معرفة هذه المؤشرات على تحقيق التوازن المناسب بين الأصول والخصوم والدخل والنفقات وحقوق الملكية. 4- نسب الربحية: وتقيس مقدار أرباح الشركة منسوبةً إلى عناصر معينة لمعرفة مدى تحقيق عوائد من هذه العناصر. ومن النسب المستخدمة في قياس مؤشرات الربحية: ٭ هامش الربح على المبيعات وصافي الربح على المبيعات ومعدل العائد على الأصول ومعدل العائد على حقوق الملكية وغيرها. تعكس مثل هذه النسب مجالات مختلفة في الشركة وأداءها (سيولة، ربحية، تشغيل، تكوين رأس المال) كما يمكن مقارنتها بنسب الصناعة أو نسب تاريخية أو معيارية محددة مسبقاً لتحديد قوة أو ضعف الشركة في هذه المجالات.