وجه أمي هو الطرف الوحيد الذي أرقبه في كل وقت فأنا أنتظره أن يخرج من قمقمه كمصباح علاء الدين ماذا أقول له بل ماذا أقول لنفسي وفي كلا الحالتين هو امتحان صعب بين حيرة الشفايف وصعوبة الموقف تباريحي خاطر مكلوم بين ضحكة بلهاء على شفاة غير محنطة وبين إتكاءة حرفاً يخشى المسير في صقيع المشاعر يا جواهر هل في عيني الزيتيتين بقايا لحكاية مختزلة عودي إلى الرشد سبيلا فما عاد في نفسي بقايا من زرقة الموال في عيني لا يبقى غير الجدار الذي يتسلقه العنكبوت لينسج من قلة أحلامي بيوتا يبيعها بالإيجار للباحثين عن ذاكرة البستان فما أكثر الجراد في دنيا بالإيجار رواق الظل يعاملني كناسك وأنا أعامله كبستان من بنفسج وما بيننا صراع كأنه أحادي يقتلني صمتك أيها البستان كأنك غيمة تصحبني إلى دنيا لم يصغها ذهن بشر وكأنك تبث عبر إرسال محطتك السرية برامج أجوائي النفسية المضطربة يعود العسل قبل أمي على غير عادة الفكر الموهوم فنسأل الطيوف إن كانت صادفت و جه أمي والحزن في القلب لا شيء إلا بوادر من الحنين أعود لأسكب روحي في قارورة العسل فينكسر العسل وتبقى القارورة حيث سبق العذل السيف فأجلس القرفصاء أتأمل أمي وهي تنسج لي قماشاً من الحزن أهيم به في شوارع الليل فما عدت أخشى نقمة الحساد أرجو الأزمات أن تبحث عن أعصاب فولاذية تتحمل دعاياتها فأنا قد أصابني الدوار من خيال الرائح والغادي أنا ساكن لا تقودني خطواتي إلا لتلك المرأة التي أشعر أنني قابض على حبها وكأنني قابض على الجمر في الأزقة وفي طريقي للحواري يبزغ أمامي شبح خال من الظلام فاستعمل لغة الماء والزهور الذي تزين التوابيت كان يبيع عقداً بلون الهلال يشبه عيني جواهر ساومته ولكنه طلب مبلغاً من المال لم يتوفر معي أحسست بمهانة الفقر عندما يجرح أهدابنا في ليلة الطعون والعناقيد تزوجت امرأة لها وجه أمي تشبه اللوز الأخضر وعقدت فرحي في قطن السحاب أمي جلست تبيع الزعتر البري على المدعوين وأنا اختلست روحي ونسيت نفسي وذهبت مرعوباً لألقي جسدي الهادر إلى ذاكرة عشقي المفروشة التي أقطنها بالإيجار،،