تلاحقت الأحداث وأخذت برقاب بعضها البعض أمام الأمير ويليام وخطيبته كيت ميدلتون، ولم تترك لهما فرصة لالتقاط الأنفاس. فقد أشارت مصادر صحفية إلى أن ويليام تولى الإشراف على أنشطة خيرية من النوع الذي كان يستهوي أمه الراحلة ديانا، كما تم تعيينه رئيساً لاتحاد كرة القدم. وفي غضون ذلك، كان ويليام وكيت في حثيث سعيهما للبحث عن عمل. أما الأهم من هذا كله، فهو أن كيت دأبت على عقد سلسلة من الاجتماعات مع الملكة. يجيء الإعلان عن تعيين ويليام رئيساً لاتحاد كرة القدم ليضعه مرة أخرى في دائرة الضوء، وينقله إلى قلب الأحداث، ويجعل منه محور اهتمام من قبل شباب الوطن. ويعد ويليام مرشحاً مثالياً ليحل محل عمه الأمير أندرو - ذلك أن ويليام من المشجعين المتحمسين لكرة القدم، الأمر الذي يندر وجوده في أوساط العائلة الملكية؛ بل ويكاد يكون ويليام هو العضو الملكي الوحيد الذي أظهر اهتماماً جدياً بهذه الرياضة ذات الشعبية الجارفة. إلى ذلك، أصبح ويليام راعياً لاحدى الجمعيات الخيرية لأمه الراحلة ديانا؛ وهي جمعية تعمل في مجال رعاية الأطفال المشردين. وبينما صرح شقيقه الأصغر الأمير هاري لوسائل الإعلام إنه هو وشقيقه ويليام يحبان دوقة كرونويل، فإن رعاية ويليام لتلك الجمعية كانت لفتة بارعة منه لإثبات أن إرث والدتهما الراحلة لا يمكن إطلاقاً أن يكون من ممتلكات النسيان. ويبدو أن حصول كل من ويليام وكيت على وظائف مناسبة أمر يكتنفه الغموض والتعقيد، وبصفة خاصة كيت التي تسعى للعمل في معرض للفنون. وقد أدلت احدى صديقاتها بتصريح صحفي جاء فيه: «إنها تبحث عن وظيفة تناسب الشهادة الجامعية التي حصلت عليها. وهي ترغب في العمل في مجال الفنون لأن هذا ما كانت تدرسه في الجامعة. فهي فتاة ذكية تحب أن تعتمد على نفسها وتشق طريقها بنفسها في مشوارها الوظيفي». وكانت كيت قد فكرت في التقديم لوظائف في مجال المزادات؛ كما أنها أيضاً أرسلت نسخا من سيرتها الذاتية إلى معارض مختلفة - بيد أن لورنت ديلاي صاحب المعرض الذي راجعته كيت مؤخراً وأجرى معاينة معها رفض الكشف عن نتيجة المعاينة وما إذا كانوا قد وافقوا على أن تعمل معهم أم لا. وتأمل كيت في أن تظفر بوظيفة مناسبة قبل أن تنتقل مع ويليام الى لندن في الشهر المقبل. بالإضافة الى ما تقدم، هنالك المزيد من المؤشرات التي تدل على عمق الارتباط بين ويليام وكيت، لاسيما وأن الملكة دأبت على الدوام على إبداء موافقتها على كيت والتي اشتملت لقاءاتها معها على مأدبتي عشاء خصوصيتين وأخرى في قصر ويندسور كاسل. ومما لا جدال فيه أن توجيه دعوة للحضور في السكن المفضل لجلالة الملكة أمر له دلالاته التي لا تخفى على أحد؛ فهو يمثل دليلاً أكيداً لا يرقى إليه أدنى شك بأن كيت أضحت من أصحاب الحظوة لدى الملكة. وفوق هذا وذاك، فقد خضعت كيت لتدريب إعلامي على غرار ما خضعت له دوقة كورنويل أثناء الفترة التي كانت خلالها بصدد الانتقال الى خصوصيات الحياة الملكية. وقد أوردت ذي إفيننغ ستاندارد تقريراً مفصلاً أشارت فيه الى ان كيت تتهيأ لأن تصبح عضواً كامل العضوية في العائلة الملكية. وقد تحدث مصدر مسؤول إلى الصحيفة اليومية في لندن فقال : «ينبغي عدم إغفال حقيقة أنها التقت بالملكة عدة مرات وتناولت معها طعام العشاء في جو من الخصوصية؛ وينبغي تقدير هذه الحقيقة حتى قدرها. إن الملكة تهتم بحفيدها بدافع حبها له وعطفها وحنوها عليه، وهي ستكون بالقطع مغتبطة وفرحة بأنه سعيد الى هذا الحد مع كيت. ولما كانت كيت تتصف بالوداعة والهدوء الشديد، فإن هذا بلاشك سوف يرفع من أسهمها، ويسهم بما تعجز مجلدات من الكتب عن الإسهام به. أما كيفية تعامل الأمير ويليام مع الأمر برمته، فقد كانت بمثابة حجر الزاوية في هذا الخصوص. لقد كان ويليام واضحاً وصريحاً منذ الوهلة الأولى، وشدد على جدية علاقته مع كيت وكيف أنه سيتركها تتخذ مسارها الطبيعي من غير تعريضها لضغوط الكتمان والسرية التي لا طائل من ورائها أو للتوقعات المنطوية على افتراضات يشوبها الافتعال و المبالغة. أما المهمة القادمة للأمير ويليام فهي تتمثل في كيفية تقديم كيت والإعلان رسمياً عن أنها خطيبته، وهي مسألة انتهاز الفرصة السانحة واختيار المناسبة الملائمة. لقد ظهر ويليام مع كيت ولكنه كان ظهوراً غير رسمي وكان ذلك في نادي ماميلانجي غربي لندن - وغني عن القول إن الإعلان رسميا عن الخطبة هو المهم. (رويالتي)