فاصلة : «علي أن أسعى وليس علي إدراك النجاح» - حكمة عربية- نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم الخميس 5 يناير 2006 )أن رجليْ أعمال تبرعا بمبالغ مالية لدعم شريحة سيدات الأعمال المرشحات لمجلس إدارة ذات الغرفة، فقد استقبلت مرشحات الغرفة التجارية الصناعية بغرفة الشرقية للدورة المقبلة مبلغ 700 ألف ريال كتبرعات لدعم حملتهن الانتخابية المقبلة، لكن رجال الأعمال لم يضع أي منهم عنصرا نسائيا في التكتل الخاص به. وأثار التبرع لسيدات الأعمال دهشة الآخرين لأنهما مرشحان منافسان لسيدات الأعمال في انتخابات غرفة الشرقية. كما أثار التبرع استغراب البعض وتساءلوا عما إذا كانت السيدات عاجزات مادياً عن القيام بحملاتهن الانتخابية، (وهذا ما أعلنت رفضه سيدات الأعمال( هذا الخبر يحمل أكثر من معنى بدلا من علامات الاستغراب والتعجب الذي ملأته حين قرأته. ليس غريبا أن يدعم الرجال النساء فهذا هو السلوك الطبيعي لمجتمع منفتح اقتصادياص ويحاول أن يطبق مبادئ الإصلاح الذي يبنى على العدالة وتكافؤ الفرص. لا يقوم مجتمع إنساني بدون أن تنهض النساء فيه ولا تملك النساء عصا سحرية لتنهض وتتقدم إذ لا بد من دعم أفراد المجتمع لها. مشاركة المرأة الاقتصادية ليست ترفا ولا بذخا ولكنها جزء مهم من نهضة التنمية. ولذلك فان المعتقدات القديمة التي تدعو إلى أن خروج المرأة للعمل كارثة لا تعتبر واقعية فالمرأة لدينا خرجت للعمل منذ أكثر من نصف قرن، وحتى وهي في بيتها ربة منزل تسعى لملء فراغها حتى بالعمل داخل المنزل أي العمل عن بعد. العمل ليس مجرد وقت تمضيه المرأة بعيدا عن أسرتها.. العمل تنشيط للروح وتوسيع للمدارك.... ولا يمكن أن نطلب من النساء أن يقمن بالوظيفة الأهم وهي التربية في ظل خمولهن بعيدا عن إيقاعات الحياة السريعة، بعيدا عن تطوير الذات الذي يحققه العمل. ربط خروج المرأة للعمل بانهيار الأسرة غير صحيح وغير منطقي إذ لا يرتكز على خروج المرأة أي دمار للأسرة إن وعت دورها بمضمونه وليس بشكله وكم من امرأة لا تعمل ولكنها غائبة بالروح عن منزلها. لذلك فالمرأة تحتاج الرجل ليدعمها ويساندها لتكون له شريكا تنمويا قويا يسند المجتمع ويطوره. ما فعله رجال الأعمال في الشرقية ينم عن وعي بدور المرأة التنموي وعن ثقة بالنفس فالرجل الذي يفسح المجال لنجاح امرأة هو متجاوز لعقد كثيرة تثقل كاهل بعض الرجال الشرقيين تجاه نجاحات النساء وتقدمهن. [email protected]