نشرت جريدة "الوطن" موضوعاً تشير فيه إلى أن إحدى الزوجات تقدمت بشكوى لجمعية حقوق الإنسان بحق زوجها المدمن والذي يضربها وبناتها بشكل خالٍ تماماً من الإنسانية.. الجمعية قامت بدورها في حماية المرأة وبناتها الأربع بأن وفرت لهن سكناً بل وجعل ذلك السكن سرياً أي غير معلوم للأب.. تلك الخطوة تمت مع نساء في جدة ولكن ماذا عن نساء في الرياض لا يعرفن حتى الآن ان هناك جمعية يمكن أن يلجأن لها لحمايتهن من رجل أو آخر، ايضاً ماذا عن نساء الجنوب وآخريات في الشمال، وغيرهن في الشرق، والأكيد ايضاً ان هناك نساء في الغربية يحتجنها بينهن نساء جدة ايضاً... جمعية حقوق الإنسان فرحنا بها ولكنها إلى الآن لم تستطع ان تتداخل مع ذوي الحاجة لها خاصة المرأة والطفل... نعم هناك نساء وأطفال يتعرضون للضرب والتجويع والمهانة من أب أو زوج أو قريب أو قريبة تولت أمرهم لسبب أو آخر، نعم الظلم ليس رجلاً فقط بل هو قد يكون رجلاً وقد يكون امرأة... أتمنى كغيري كثير ان تنتشر هواتف جمعية حقوق الإنسان بحيث تصبح في متناول الجميع مثل هاتف الدفاع المدني أو الأمن، ايضاً أتمنى ان تكون هناك مكاتب منتشرة للجمعية في كافة المدن الكبيرة والمتوسطة ليستطيع المحتاج الوصول لها مع وجود مندوب ومندوبة لها في قرى المملكة أو على الأقل توفير هواتف مجانية لمن يريد أو يحتاج المساعدة للتخلص من ظلم أو آخر. إذ رغم مرور أكثر من عام إلا ان الجمعية غير معروفة لدى المواطنين خاصة النساء الأقل تعليماً بل ان بعضهن حين تطلب منها اللجوء للجمعية لعل وعسى تسأل إن كانت مثل جمعية النهضة أو الوفاء تعطي أرزاقاً على حد علمهن..؟ عدم انتشار المعلومة المطلوبة عن الجمعية جزء كبير تتحمله الجمعية وجزء آخر يتحمله إعلامنا الذي عليه ان يكون جزءاً من أدوات إبراز تلك الجمعية وفي الوقت نفسه الضغط عليها بحيث تقوم فعلاً بدورها المؤسسي تجاه المواطن الضعيف خاصة وان لدينا نقصاً كبيراً في المؤسسات الاجتماعية التي يمكن ان تساعد الطفل أو المرأة أو المسن أو المعاق حين يتعرض احدهم لإهانة أو تعذيب أو استغلال جسدي أو أخذ كامل حقوقه الإنسانية والمادية، نعم لابد أن نعترف أن لدينا أفراداً لا يخافون الله في يتيم، ولا يخجلون من أنفسهم في ضعف طفل، ولا وهن عجوز ولا جهل أو ضعف امرأة، بل هناك ذئاب بشرية تزداد وحشية مع الضعفاء، ولا تخشى الله في مال حرام أو إنسان مكسور بضعفه وخوفه وجهله.. لابد ان تكون جمعية حقوق الإنسان أكثر حضوراً لدى الضعفاء وان لا تكتفي بملفاتها عن حقوق السجناء لأن تلك الفئة مع تقديرنا لإنسانيتهم ليسوا أحوج من امرأة أو طفل مطالب بالتعايش مع مدمن أو وحش بشري كل يوم لأنه زوج أو لأنه أب بالاسم ووفق الأوراق الرسمية فقط..