يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». في هذا الحديث يدعونا خير خلق الله الى فضيلة من الفضائل وخلق نبيل لا يجيده في هذا الزمن - للأسف الشديد - إلا قلة قليلة من النبلاء الذين يخطئون كنتاج طبيعي للنفس البشرية التي فطرت على هذا ولم يعصم منها إلا الأنبياء والرسل ثم بعد أن «يستدركوا» ويجدوا أنهم قد وقعوا في الخطأ يعودون للتصحيح وأقله الاعتذار. وفي الوسط الرياضي تجد الأخطاء لها مرتعاً خصباً وتتناثر في كل الاتجاهات سواء كانت علنية أو سرية مع أن أغلبها يتوجه نحو التحكيم ورجاله وكل من يرتبط به من قريب أو بعيد ويستمر «الخطاؤون» على أخطائهم في مكابرة فاضحة رغم وضوح الحق كوضوح شمس صيف الرياض الحارقة ولعل من أبرز صور «المكابرة» تلك ما تعرض له الحكم الدولي ظافر أبو زندة بعد مباراة ختامية لمست فيها الكرة يد مدافع أخرجها من المرمى واستمر المنتقدون في حملة الأخطاء تلك رغم أن الحكم قد أعلن عن خطأ للفريق الملامس لاعبه الكرة وقبل أن تأتي حادثة اللمس اياها بدليل أن لاعبا آخر من الفريق أخرج الكرة بعد خروجها من المرمى الى الزاوية إلا أن اللعب استأنف بعد ذلك بخطأ ومع ذلك مازالت الانتقادات توجه اليه رغم مرور السنوات الطوال أما الجانب المضيء في العودة عن الخطأ بعد استبيان الصواب وهو الأمر الذي نتمنى أن يتواصل بشكل لا يكون فيه الأمر مجرد ظاهرة لا تستمر طويلاً فقد جاء بعد أن اعتذر نائب رئيس القادسية عماد المحيسن عن الانتقادات اللاذعة التي طالت «شخص» ظافر أبو زندة على اثر طرده لثلاثة من لاعبي القادسية في مباراة دور الثمانية أمام الهلال في مسابقة كأس ولي العهد وبعد أن «تبين» المحيسن الصواب وحجم الخطأ الذي وقع فيه اعتذر «علناً» عن ذلك. وفي تلك المباراة ارتكب إداري الهلال خالد أبو نيان خطأً جسيماً بعد أن تشاجر مع مدير ملعب الأمير محمد بن فهد الاستاذ عبدالهادي الدوسري على اثر منع الأخير له للدخول الى أرض الملعب فما كان منه إلا أن قفز «الأسوار» ضارباً بالتعليمات عرض الحائط. وجاء موقف «أبو نيان» شجاعاً بعد أن اعترف بالخطأ الذي وقع فيه واعتذر عنه «علناً» أيضاً وقد عاقبه الاتحاد السعودي بالايقاف حتى نهاية الموسم المؤسف في الحادثتين أن هناك من «كابر» رغم بعده عن الأحداث وأخذ في الاساءة دون وجه حق.