اطلعت على زاوية (عطر وحبر) للكاتبة الفاضلة (فردوس أبو القاسم) في عدد جريدة الرياض 13692 ليوم الاثنين. وكانت تتحدث عن هزيمة صديقاتها أمام طغيان الدروس الخصوصية وغلاء أسعارهم. على كل حال لنخوض في موضوعنا الحيوي جداً وآمل حقاً وصدقاً التجاوب من لدن المسؤولين،فأبناؤنا أمانة في أعناقنا كآباء أو مسئولين كلٌ في موقعه الذي ائتمنه عليه رب العالمين. لقد كان مما قرأت: من اشتغل في التعليم فقد تقلد أمراً عظيماً وخطراً جسيماً، فليحفظ آدابه ووظائفه. (الغزالي). ووالله إن مسئولية التعليم مسئولية عظيمة أرجو أن لا ننظر لها على أنها مدرسة وتلميذ كرسي وطاولة معلم ومنهج، بل هي أعظم من ذلك. أولاها الاهتمام بالمعلم لأنه اللبنة الأولى التي يرتكز عليها أبناؤنا. لعمري كم من طالب اقتدى بمدرسه واستحى ألاّ يحصل على علامات عليا لخجله من معلمه الذي يحبه ويجّله. لا أجد اهتماما وافا بهؤلاء الذين نأتمنهم على فلذاتنا وإن وجد الاهتمام فهو اهتمام قاصر خجول بل معيب. اسمحوا لي أن استفيض، معلمات ابنتي في الابتدائية (148)، على سبيل المثال، من المدرسات الفضليات والرائعات ورغم أنهن في (منفوحة!!) فإنهن من الأمثلة الرائعة على الاهتمام بالطالبة وملاحظة أدق التفاصيل عن كل طالبة وهذا ليس بالأمر السهل ومع ذلك لا أجد لهن تكريماً يليق بهن ولا أرى لهن ما يجعلهن يتنافسن ومثيلاتهن في المدارس الأخرى لإخراج أفضل ما فيهن. أجدهن يصرفن نقودهن على تغليف الهدايا وتوزيعها على المثاليات من الطالبات وتجديد وتحسين الفصول.. بل إنهن في نهاية كل عام دراسي يقمن حفل الأمهات ويوزعن كل ما طاب على المثاليات من الأمهات والطالبات وتكريم كل طالبات الفصل السادس بلفتة كريمة وطيبة من لدنهن يتذكرن خطواتهن الأولى وتودعهن الطالبات وقلوبهن تكاد تتفطر حزناً على الفراق. وفي المقابل نجد أن مدرسة ولدي متناقضة تماماً مع قيم التدريس والتربية، فالمدير - هداه الله - أبعد ما يكون عن التربية والتعليم فهو ينعت التلاميذ بأوصاف غير لائقة. وتمت شكايته كذا مرة ولم يستجب أحد. وبعض المدرسين هناك للأسف الشديد ليسوا بحمل المسئولية ولولا أن أعطانا الله اليقظة وحسن الاهتمام بولدنا لكان مثل أقرانه أعاد العام للأسف الشديد جداً. ومثل المقصرين هؤلاء كثير ومثل المبدعات أولئك كثر أيضاً ولكن هل من ملاحظ ومتابع... لقد طرأت لي فكرة بصفتي مدرسة خصوصية - أحياناً وإذا اضطرتني الظروف أحايين - لماذا لا يتم عمل تقييم أسبوعي أو شهري عن جميع معلمي المدرسة يضعها الطالب وليس شرطاً أن يكتب اسمه... من المهم أن يطلع على التقييم المدرس المعني بالتقييم ليعرف أوجه القصور - الموضوعية - التي يراها الطلاب به وكي يحسن من أسلوبه هو أيضاً. والمدرس الكفء الذي يجمع عليه الأغلبية تتم مكافأته في نهاية العام ووضع اسمه في لوحة الشرف... وهكذا نضرب عصفورين بحجر إحساس المدرّس بأنه ستتم مكافأته إن أحسن - قل للمحسن أحسنت وقل للمسيء أسأت. فوالله ليقتدي معظم المعنيين كي ينالوا التقدير وسيعلمون أن هناك من يراقب ويُحاسب ويكافئ في ذات الوقت. ثم حديثه عن الدروس الخصوصية وهمومها: ليتها تبحث عن المدرس الأفضل ولا تزيد المدرسين جشعاً في الدفع لهم - قالوا يا فرعون من فرعنك....؟؟ إنني وإن كنت أعطي دروساً خصوصية إلا أنني لا أغالي ولولا الحاجة الماسة والمجهود المضني الذي أصرفه في تعليم الطالبة لما طالبت بأية مبالغ، فأنا أخجل من الطلب، فالعلم لا يقدر بثمن وإنما هو ثمن رمزي مقابل الجهد والمجهود. أخيراً أتمنى لمعلمينا الأفاضل عاماً هجرياً سعيداً وأتمنى منهم أن يعتبروا الطلاب أبناءً لهم وليراعوا الله في تصرفاتهم معهم.، وألا يحملوا لي في قلوبهم فما أردت إلا الخير لهم ولأبنائنا. وفق الله الجميع لمرضاته. وشكراً لكم.